نقلت قناة "تي في 5" الفرنسية عن عائلات ضحايا لفيروس كورونا في الصين قولهم إنهم قرروا متابعة السلطات المحلية في ووهان قضائيا بسبب إهمالها لمسؤولياتها تجاه المصابين بكوفيد-19 ممن فقدوا حياتهم.

وفي التقرير المصور، الذي نقل معاناة عائلات بأكملها جراء الوباء الذي قتل في الصين وحدها 4634 شخص، اشتكى صينيون من "تقاعس" المسؤولين في ووهان في الاستجابة المبكرة لتفشي الفيروس القاتل.


وقالت أم فقدت ولدها (39 سنة) إن المسؤولين الصينيين في مركز الوباء الأول في العالم، سرقوا منها فرحتها وعائلتها وكل شيء جميل في حياتها بسبب إهمالهم وتقصيرهم.

الأم زهونغ هانينغ (67 سنة) التي نجت بأعجوبة بالرغم من إصابتها بكوفيد- 19 قالت وهي تبكي مصير ابنها: "عند وفاته، فقدنا كل شيء، لن نفرح بعد اليوم".
وأكدت هانينغ أن قرار متابعة مسؤولي ووهان قضائيا "لا رجعة فيه" فهي لن تخسر أكثر من ابنها، على حد تعبيرها.

 

عشرات العائلات في ووهان قررت متابعة المسؤولين المحليين قضائيا بحسب قناة "تي في 5".
 
العائلات التي التقت بها القناة أمام مبنى محكمة ووهان أجمعوا على أن السلطات أخفت حقيقة الوباء وكذبت على الشعب وأهملت بذلك مسؤوليتها أمام الشعب.

وقوبلت طلبات إيداع الشكاوى بالرفض في كثير من الأحيان، وفق شهادات عائلات.
 


كما تم التضييق على المحامين الذين قرروا مساعدة تلك الأسر والمرافعة عنها في المحاكم المحلية، وفق ما جاء في التقرير.

زهانغ هاي، وهو ابن ضحية كورونا، قال في اتصال عبر السكايب من ووهان إن السلطات تحاول التضييق لأنها تعلم أنه لو نجح في رفع دعوى أمام العدالة فحتما سيتبعه آلاف المواطنين الذين عاشوا نفس الوضع.

وقال هاي في الصدد: "كل ما يهمني هو المحاولة، حتى وإن لم أتمكن من رفع الدعوى، أكون قد حاولت كشف ما تحاول السلطات إخفاءه".

ويحظى محامون صينيون بتأييد زملاء لهم في المهجر، مثل يانغ زهانغوينغ الذي يساعد سرا زملاءه من نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية.

يانغ قال بخصوص الدعاوى إنها مهمة للغاية طالما تمارس ضغوطا على الحكومة التي ترفض الاعتراف بمسؤوليتها أمام العالم.

وتابع: "أفترض أن الحكومة ستنتهي باقتراح حل وسط أو على الأقل التفاوض مع تلك العائلات".

و80 في المئة من الوفيات الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا في الصين كانت في ووهان وحدها.

ويسكن في ووهان نحو 11 مليون نسمة، وبالرغم من ذلك لم يتراجع الحزب الشيوعي الحاكم عن موقفه الرافض الاعتراف بمسؤوليته تجاه ووهان والعالم، على حد تعبير صحفي القناة الفرنسية.