تحت عنوان: "خسارة عام دراسيّ أفضل من خسارة المستقبل!"، كتب نبيل قسطنطين في صحيفة "الأخبار": في توصيف الواقع التربويّ في خلال ثورة 17 تشرين الأول في بداية العام الدراسي 2019-2020، ومع جائحة كورونا، بدا الإرباك واضحاً على مستوى الإدارة التربوية وفي جميع الوحدات المعنية، الرسمية والخاصَّة، ما بين التعطيل الطوعي أو القسري والتعطيل الرسمي المنظَّم أحياناً، والاختياري أحياناً أخرى، ومدى الاستعداد لمواجهة واقع وتحدّ ومستجدات غير منتظرة، ووضع جهود من أجل المعالجة، وانعكاس الوضع الصحي على الحالة النفسية للأولاد والأهل، مع ما رافق ذلك من تدهور سريع للوضع الاقتصادي والمالي، وانهيار لسعر صرف الليرة اللبنانية.

 

 


الاستقصاءات التي أجريت على التلامذة أظهرت أنّ الجزء الأكبر من الطلاب لم يستفيدوا، ولم يكونوا جديّين في متابعة الوسائل والطرائق والأساليب المعتمدة (الصف الافتراضي، التعليم عن بعد، التعليم بواسطة التلفزيون التربوي أو محطات التلفزيون الخاصَّة أو التعليم المباشر) ، نظراً إلى عدم توفّر جميع المستلزمات الضرورية للمتابعة الجديَّة (الوضع النفسي، مستوى الأهل العلمي والاقتصادي، الكهرباء، الإنترنت والتجهيزات الإلكترونية)، وعدم التنسيق الكامل بين المؤسسات التربوية على المستويين الرسمي - الرسمي، والخاص والرسمي، وغياب المتابعة والتقييم.

 


العام الدراسي على المحك

 

المدارس تمكّنت في فترة ما قبل ثورة 17 تشرين الأول، وفي خلال جائحة كورونا، ومع اعتماد كل هذه الطرق، من تنفيذ ما لا يزيد على 40% من البرنامج السنوي في أحسن الأحوال.


في ضوء النتائج غير المشجّعة أبداً للاستقصاءات، وأمام هذا الواقع والكوارث التي انهمرت على لبنان، وآخرها "التفجير النووي" المدمِّر في مرفأ بيروت، وتأثير كل ذلك، على كل مكوّنات الدولة اللبنانيَّة، الرسمية منها والخاصَّة،

ومقوّماتها السياسيَّة والإدارية والاقتصاديَّة والماليَّة والإنسانيَّة، وارتفاع نسبة البطالة، وتزايد عدد العائلات الفقيرة، وتلك التي تحت خط الفقر، وأمام الضياع الحاصل للشباب اللبناني، وشعوره بالغربة والهوَّة ما بينه وبين حكّامه وزعمائه،

وانفجار الوضع مع ثورة 17 تشرين، بشكل لم نشهد له مثيلاً في تاريخ لبنان... لأجل كل ذلك، أقترح على المعنيين بالشأن التربوي، العمل على إعادة هذا العام الدراسي بالذات، وكأنه لم يكن. هذا هو الحل الأفضل والأقل سوءاً من غيره،

واعتماد التعليم النظامي المباشر مع اتخاذ أقصى درجات الاحتياط في المجالين الصحِّي والنفسي، مع استثناء بعض المدارس الخاصَّة، استنادًا إلى معايير علميَّة وتربويَّة مشدَّدة، رحمةً بالتلامذة والطلاب، انطلاقاً من القاعدة التي بنينا عليها اقتراحنا وهي: خسارة عام دراسي أفضل من خسارة العمر والمستقبل.


 
كما ننصح بمتابعة تطوير النظام التربوي الحالي، انطلاقاً ممَّا جاء في فلسفة منظومة البكالوريا العربية الدوليَّة الـIAB، الحديثة والمتطورة جداً والآيلة إلى بناء ملمح الطالب المواطن الواحد من دون تمييز ولا امتيازات.