ومع تضخم رأسمال الشيعي وفي طليعته أموال الحزب باتت التجارة في النبطية وخاصة بعيد حرب تموز الأولى في لبنان ولكن هذا الإزدهار لم يحافظ عليه بسياسات سليمة وتُرك أمره لجشع التجار من العقار الى حبة البندورة بحيث أن العقارات والسلع باتت أغلا لا من المدن اللبنانية بل من مدن باريسية وهذا ما تم تحت سقوف سياسية حمت من جشع التجار نزولاً عند حدود ولائهم الأعمى الذي يبتغي أرباحاً منقطعة النظير .
 

تعددت أسماؤها بعد أن دهنها الطرّاشون بألوان مختلفة وكتبوا على جدرانها شعارات أكبر منها ومن البلد الذي تنتمي اليه من القومية الوليدة على مقاعد مدرستها حيث أحلام الأمّة العربية ومع انتشار اليسارية من خلال أجيالها  المتعلمة والمتعاقبة وتمسكهم بأفكار ثورية طامحة لكونية ماركسية طائحة بكل البورجوازيات القائمة على خطيّ الطول والعرض في الكرة الأرضية ومع بروز الوجود الفلسطيني المسلح و سعيه لتحرير فلسطين من حيّ المسلخ مع التابعين للمقاومة الفلسطينية من أحزاب الحركة الوطنية .

 

 

وقفت المدينة مع المقاومين ضدّ المحتلين في الإنتفاضة الحسينية المشهورة وتمسكت بالطائفية بعد أن ودعت الوطنية واستراحت من أعباء النضال الداخلي ضدّ بعضهم البعض باسم العدو الغاشم ومن ثمّ انقلبت في الإنتخابات البلدية الأولى على هويتها الطائفية واختارت الهوية الدينية وهذا ما فتح لها إسماً جديداً في سجل أسمائها الكثيرة لتصبح النبطية مدينة الحسين عليه السلام ولكن انقسام أولي أمرها الجُدُد شظّاها وشتتها وسط التباينات الشيعية الداخلية والخارجية وهذا ما ألحقها معنوياً تحت راية المرجعية النجفية وعملياً في خدمة الفقيه المرشد في ظل انحسار مستمر لدور الحركة في المدينة بعد أن ازدادت الهجرة النبطانية عنها و هذا ما فرض عليها تعاط غير معنوي مع البُعد المعنوي للمدينة من خلال تأييد كامل لممثل المرجعية النجفية .

 

إقرأ أيضا : حُسنُ تبعُل المرأة وتبغُل الرجل

 

 

ثمّة أدوار رائجة لكثرة غير عادية لمجموعات وشخصيات مساهمة في تاريخيتها من زمن الإقطاع الى تجارب أحزاب الحروب وقد أسهمت جماعات التجار في لعب أدوار متقلبة على ضوء السياسات الناشطة فيها وقد مالت بعد انسحاب العدو ميلة واحدة لصالح حركة أمل التي أسهمت في مأسست الأعمال الحرة ووازنتها مع بقية الجمعيات في المدن الأساسية و مهدت لها مقاعد فاعلة في غرفة الصناعة والتجارة في صيدا وهذا ما وضع مستوى السوق التجاري في النبطية على سُلم درجات عالية ومتصاعدة ومع تضخم رأسمال الشيعي وفي طليعته أموال الحزب باتت التجارة في النبطية  وخاصة بعيد حرب تموز الأولى في لبنان ولكن هذا الإزدهار لم يحافظ عليه بسياسات سليمة وتُرك أمره لجشع التجار من العقار الى حبة البندورة بحيث أن العقارات والسلع باتت أغلا لا من المدن اللبنانية بل من مدن باريسية وهذا ما تم تحت سقوف سياسية حمت من جشع التجار نزولاً عند حدود ولائهم الأعمى الذي يبتغي أرباحاً منقطعة النظير .

 

 

طبعاً شطارة التجّار تساوت مع مهارة السياسيين الأمر الذي شكل طبقة سميكة لا يمكن خرقها من قبل المواطنين الذين يدفعون أثمان الدهاء التجاري القائم بجشع قلّ من نظيره وهذا ما أفقر حال ميسوري الدخل من أبناء المدينة ومن أبناء القرى الملتزمين بإستثمارات داخل سوق المدينة إن يافطة سوداء واحدة على محل تجاري تبرر له كل أسعار سلعه المرتفعة ناهيك على عملية تحديد سعر صرف الدولار المزاجية والتي تتخطى طبيعة العملية التجارية القائمة بين المؤسسة والزبائن كما أن المتحزبين أو المناصرين الأشد تحزُباً من الحزبيين يمتهنون فنون الكسب بجنون لا حدود له ولا إمكانية لضبط قواعد السوق المنفلت طالما أن الولاءات القائمة تغطى فرعنة التجارة .