يصرخ المواطنون بأعلى صوتهم، ويتعاطف معهم الرئيس الفرنسي ماكرون بأن أنقذوا بلدكم، فهو لم يمُت، فيُردّدون مع أبي عتّاب: يموت إن شاء الله تعالى، يموت إن شاء الله تعالى.
 

لعلّه ليس من المستغرب أن ينام اللبنانيون على مصائب ويستيقظون على كوارث، طالما أنّ هذه الزمرة السياسية الفاسدة ما زالت قاعدة على كراسي الحكم، وحاشا للّه أن تكون مُمسكة بمقاليد الأمور( عنينا بذلك أمور المواطنين الصابرين من عيشٍ كريم وأمنٍ مُستدام)، زمرة من أقزام السياسة وصعاليك الزمن تواثبوا على مقاعد السلطة، فعاثوا فساداً وخراباً ونهباً وهتكاً وخيانة، وكيف لا وقد خلا لهم الجو بعد تغييب خِيرة رجالات السياسة والفكر والصحافة والنضال، بدءاً من رئيس الجمهورية الشهيد رينيه معوض، وتلاه بعد ذلك رئيس الحكومة السابق الشهيد رفيق الحريري، وتتالت مواكب الشهداء: جورج حاوي وسمير قصير وجبران تويني، وبيار أمين الجميل وجورج غانم ومحمد شطح، ومُحاصرة من بقي منهم على قيد الحياة وعزلهم، ورفع سيف تُهم العمالة والخيانة ومُعارضة تيار المقاومة والممانعة مُسلّطاً فوق رقابهم، حتى وصل الموسى أخيراً إلى مقام البطريركيّة المارونية، فاتُّهم غبطة البطريرك مار بشارة الراعي "بالصهينة" لمجرد طرحه فكرة الحياد الايجابي، في محاولة أخيرة لصون الكيان اللبناني وحفظ نظامه.

 

إقرأ أيضا : شهادة براءة من عين التينة للمحروم علي حسن خليل

 

لا أملَ يُرتجى، طالما بقيت شؤون لبنان وحياته السياسية والعسكرية والأمنية والإجتماعية بين يدي الخليلين وجبران باسيل( ومباركة السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري والزعيم وليد جنبلاط)، عملاء مُحترفون يطبخون الحكومات ويتحاصصون المناصب ويتقاسمون الغنائم، وفق مصالحهم الشخصية والحزبية والفئوية والعصبية والطائفية، لا أمل يُرتجى بهذه الزمرة من الأقزام ببناء وطن وصيانة كيان وحفظ نظام. وما حالنا معهم إلاّ كحال قومٍ دخل عليهم أبو عتّاب( أحد مشاهير الحمقى) ليعود مريضاً لهم، فبدأ يُعزّيهم! فقالوا: إنّه لم يمُت! فخرج وهو يقول: يموتُ إن شاء الله تعالى! يموت إن شاء الله تعالى.

 


يصرخ المواطنون بأعلى صوتهم، ويتعاطف معهم الرئيس الفرنسي ماكرون بأن أنقذوا بلدكم، فهو لم يمُت، فيُردّدون مع أبي عتّاب: يموت إن شاء الله تعالى، يموت إن شاء الله تعالى.