فرنسا في القومية دولة استعمارية أسهمت في تقسيم الأمّة العربية وساعدت على قيام الكيان الإسرائيلي وقامت بالعدوان الثلاثي على عبد الناصر زعيم العروبة و على مصر مهد الدولة القومية العربية ومازالت فرنسا على غيّها ضدّ

العرب وخاصة الدول العربية ذات الأفكار القومية المتقدمة المائتة منها والحية أمثال المأسوف على أنظمتها الناصرية و البعثية الصدامية  و القذافية والنصف الميّت من السودان و النصف الراحل من الجزائر .

 

 

فرنسا في الشيوعية العربية دولة استعمارية إمبريالية معادية لحركات الشعوب و كل ما جاء في كتب القومية العربية تقرؤه الشيوعية بجدية و حدية ثورية و تعادي فرنسا كدور تاريخي و كتجربة و كممارسة حالية ولم تقتنع بشعارات

الثورة الفرنسية باعتبارها شعارات مستقاة من إيمان فرنسا بالرأسمالية عدوة الإشتراكية اللينينية .

 

 

فرنسا في الإسلاموية الحديثة شيطان أصغر و دولة كافرة وقد ترعرع الكيان الغاصب في عٌبّها لأزمنة و مازالت أولوية الأمن الإسرائيلي استراتيجيتها القائمة نصّاً و روحاً و عملاً  وهي معادية للإسلام و للمسلمين ماضياً و حاضراً ومستقبلاً كون الإسلاميين يعلمون الغيب و أمرائهم مطلعين عليه .

 

إقرأ أيضا : الخليلان وجبران

 

 

فرنسا عند المسيحيين اللبنانيين أمهم التي حملتهم ووضعتهم و أطعمتهم ومنحتهم الجائزة الكبرى وثمّة من شذّا عن القاعدة المسيحية تبعاً لمصالح شخصية و حزبية ويبرز في الصورة الحالية التيّار الحرّ الذي شرب حليب فرنسا و من ثمّ ركل سطل البقرة الحلوب وبات على علاقة أشد مع خصمي فرنسا إيران و سورية .

 

 

فرنسا عند المسلمين على اختلاف مذاهبهم دولة معادية قطعت قطعة من بلاد الشام و قدمتها هدية للمسيحيين وهي مالت كل الميل لهم و كانت استعمارية عدائية ضدّهم وضدّ أمّة العرب و الإسلام و مازالت تدعم دولة اليهود بكل قوّة .

ومن شذّا منهم شذّا شذوذ الهوى الشخصي و المنفعي و طبيعة الإرتباط بمصالح دول صديقة لفرنسا .

 

فرنسا عند الثورة الوليدة أو عند الصادقين فيها من جيل الشباب دولة مدعوة للمساعدة ضدّ الفسادين السياسي و المالي و هي المرآة الفعلية لقيام دولة لبنانية تشبهها في النظافة و الكفاءة و النزاهة و أن الكثيرين من هؤلاء الشباب

ينظرون نظرة حلم فرنسي للبنان و يجدون في ماكرون رئيساً لحلم دولتهم .

 

 

فرنسا المتعددة الأشكال في الوجوه اللبنانية هي واحدة و لكنها أكثر من ذلك في قناعاتهم العقائدية و الطائفية و المذهبية و الوطنية لذا ثمّة أكثرية لبنانية لا ترى في فرنسا دولة صديقة لهم ولكن ما أوصلت اليه لبنان من إنحدار دفع بالجميع الى التعاون مع دعوة فرنسا لرفع الجدار الساقط كي لا ينهار السقف خاصة في ظل خواء اللبنانيين من اجتراح أيّ حل غير هدم ما تبقى و هذا ما جعل أصحاب الشعارات الكبيرة ضدّ فرنسا صبية ملتفة حول طاولة ماكرون من باب الطاعة و القبول بشروط الدعم الموعود من خلال حكومة متفرنسة تتقاطع عليها مصالح الداخل من بكوات الطبقة السياسية و مصالح خارجية تعتبر أنها اصطادت فرنسا بطعم حكومي لبناني لصالح صيد دولي ثمين .