لا يحتفل اللبنانيون اليوم بهذه المئوية بعزٍّ وفخار، بل يقفون حائرين يائسين مُمتعضين، على أطلال الجمهورية اللبنانية التي بناها اللبنانيون على مدى مائة عام، بالتعب والجهد والكدّ والسهر والجوع.
 

بعد رسالة الرئيس عون الباهتة عشية المئوية الأولى لقيام دولة لبنان الكبير، والمقابلة التلفزيونية البائسة التي تلتها مع الإعلاميّ اللامع والجريئ ريكاردو كرم، وبعد يوم الخزي والعار باستشارات نيابيةٍ شكلية، أفضت إلى تكليف شخصية سُنّية لتأليف حكومة جديدة، شخصية ليست سوى نسخة رديئة عن سابقتها( شخصية الرئيس دياب)، لا تقلُّ عنها ضعفاً وشحوباً وارتهاناً وامتهاناً لدور الطائفة السنية أولاً، وموقع رئاسة الحكومة تالياً، ومع آثار الدمار " النووي" الذي ضرب مدينة بيروت في الرابع من شهر آب الماضي،ومآقي عيون أهالي الضحايا-الشهداء التي لم تجف دموعها بعد، ومع إصرار شباب وشابات وكهول وشيوخ لبنان على المحاسبة والعقاب، وتكنيس هذه الطبقة السياسية الفاسدة برُمّتها من على مقاعد الحكم، بعد كل هذه الموبقات والمفاسد والإرتكابات والإنهيارات المالية والاقتصادية الحرجة، لا يحتفل اللبنانيون اليوم بهذه المئوية بعزٍّ وفخار، بل يقفون حائرين يائسين مُمتعضين، على أطلال الجمهورية اللبنانية التي بناها اللبنانيون على مدى مائة عام، بالتعب والجهد والكدّ والسهر والجوع والحرمان، وتقديم الشهداء في كلّ موقعةٍ ومفترق طُرق، ونجحوا في حفظ الكيان والنظام، وأرسوا واحة ديمقراطية وسط الديكتاتوريّات العربية ودولة العدوان الصهيوني، يقف اللبنانيون اليوم على تلك الأطلال مع الأمل الباقي بالثورة الشعبية التي ستقضي لا محالة على حُكّام الجهل والطائفية والفساد ونهب المال العام،  ، والوطنُ باقٍ رغم أنف الحالمين بدولةٍ مُصطنعة ها هنا فاقدة للشرعية، ودولة محاصصة طائفية هناك، لن يكون مصيرها إلاّ الزوال.