سيدي موسى الصدر، يا أيها التاريخ والقارئ في التاريخ والمفتوح على تاريخ الوطن والدولة، يا ملح أرضنا وتعبنا، يا كل الوطن، ويا أيها المحراب والمسجد والكنيسة، ويا حلم الحالمين بالعيش الكريم، يا أمل كل محرومٍ ومستضعف في أرضه ووطنه، ويا وجع لبنان والعاصمة بيروت، يا مشعل الكرامة والحرية الإنسانية، ويا سفينة الثوار وشِراع الثائرين، ويا موجاً لا يهدأ لنصرة البلد والدولة، سأستعير بعضاً من مدادك، وأفتح قرآنك، لأقرأه في جبينك وبين عينيك، وأرتل آية الرحمن، لأمسح الدموع عن الثكالى والمفجوعين في كل الوطن، وآخرها بيروت الحزينة... وأخيراً ذوبوا في صدر الوطن كما ذاب لأجله.
 

إثنان وأربعون عاماً على تغيبه، ويبقى صوتاً هادراً يوقظ النائمين والغافلين عن الأرض والوطن، وسنبقى نتدثَّر عمامته وعباءته ومواقفه الداعية إلى بلدٍ واحدٍ لا إلى بلدان عديدة ومتعددة، فقال موسى الصدر: نريد لبناناً واحداً، أرضاً وشعباً بإرادة عنيدة جبَّارة، لا نريد التقسيم وخلق إسرائيل أو إسرائيليات أخرى، والكلام للسيد المتكلم حيث أضاف، نرفض الدولة المارونية والدولة الشيعية والدولة السنية والدولة الدرزية، نريد أن نعيش معاً كمواطنين مسلمين ومسيحيين، ونصرُّ على التعايش معاً في وطنٍ واحدٍ نعيش أمانينا وقيمنا ورسالتنا الحضارية، ونريد لبناناً عربياً، لا جسماً غريباً في المنطقة يأخذ ولا يُعطي، أو يُعطي ولا يأخذ، بلداً متفاعلاً في المصير العربي ويتمتع بكامل مزاياه، نريد الخروج من النفاق السياسي والتقزم الوطني بحجة عدم التمحور، نريد التخلص من السلوك وراء شعارات ذات معان متعددة، نريد لبنان العربي الحر المستقل.

 

 

 ولذلك أضاف سيد الكلام والمواقف: نريد لبناناً جديداً قائماً على أسس جديدة، وطن العدل وتكافؤ الفرص يتساوى الجميع أمام القانون، لبناناً لا طائفياً، دولة معاصرة، نريد هذا، مع التمسك الكامل بأدياننا وقيمنا وتراثنا، لا نريد المحاكاة والاقتباس المحض لتجارب الأخرين واستيراد نماذج للأنظمة، نريد وطناً ونظاماً نابعاً من أرضنا وتاريخنا، نريد استثمار كل ثروات الوطن وخلق الكفاية الإقتصادية والإجتماعية... ونريد أمناً كاملاً، ونريد حل كل المليشيات وضمها إلى الحرس الوطني وجمع أسلحتها في المخازن واستمرار التدريب العَلَم لساعات المحنة.. ولا نقبل بالإعتداء على الوطن، إنسانه وأرضه وجوُّه وبحره، ولا نريد أن نسكت عن الإعتداءات على الجنوب وتبريرها، ولا الإهمال في حقه، ونريد مجتمعاً جاداً، لا مجتمع رخاء وترف.. ونريد لذلك جيشاً موحداً لا طائفياً ومزوداً بكفايات وبأسلحة متطورة في مستوى الخطر التي تهدد الوطن. وختم بقوله: نريد كل هذا لا بقوة السلاح، بل بقوة الواقع المأسوي الذي نعيشه والذي يدين الماضي، ونريد كل هذا لا تحدياً لأحد، بل تعاوناً مع جميع المخلصين من المواطنين فالواقع والمستقبل يتحدياننا، ويتحديان كل من لا يريد هذا.

 

 

سيدي موسى الصدر، يا أيها التاريخ والقارئ في التاريخ والمفتوح على تاريخ الوطن والدولة، يا ملح أرضنا وتعبنا، يا كل الوطن، ويا أيها المحراب والمسجد والكنيسة، ويا حلم الحالمين بالعيش الكريم، يا أمل كل محرومٍ ومستضعف في أرضه ووطنه، ويا وجع لبنان والعاصمة بيروت، يا مشعل الكرامة والحرية الإنسانية، ويا سفينة الثوار وشِراع الثائرين، ويا موجاً لا يهدأ لنصرة البلد والدولة، سأستعير بعضاً من مدادك، وأفتح قرآنك، لأقرأه في جبينك وبين عينيك، وأرتل آية الرحمن، لأمسح الدموع عن الثكالى والمفجوعين في كل الوطن، وآخرها بيروت الحزينة... وأخيراً ذوبوا في صدر الوطن كما ذاب لأجله.