تبدو النيّة الدائمة للرئيس سعد الحريري في الوصول مجدداً الى رئاسة الحكومة أكثر حماسة واندفاعاً في هذه المرحلة خاصة بعيد انفتاح العالم مجدداً على لبنان تعاطفاً مع جريمة إنفجار مرفأ بيروت التاريخية كي يعيد بناء مجد أضاعه هو وتيّاره ومن حوله من جماعات الجيوب كي يبقى داخل المشهد السياسي خاصة وأن إمكانية الموافقة على انتخابات نيابية مبكرة باتت ممكنة والشيخ سعد يحتاج الى أن يكون في قصر الرئاسة الثالثة كي يخوض الإنتخابات عن طريق السلطة لا عن طريق المعارضة التي قد تسقطه لأنه من أكثر الأخسرين أعمالاً .
 

بعد سنوات عضال نطقت المحكمة الدولية واتهمت سليم عيّاش وحده دون غيره بإغتيال الرئيس رفيق الحريري بإدلة محصورة بداتا الإتصالات-  بعد أن صرف اللبنانيون ما صرفوه من عداوات وخلافات وانقسامات ودولارات تعيد أحوال لبنان الى سوابق نعمه ولم تقدم لهم المحكمة الدولية أكثر مما عرفوا في الموضوع خاصة بالنسبة لفريق 14 آذار الذي اتهم منذ لحظة الإغتيال الجهة المعنية ولم يكن هناك من دواعي لتكليف محكمة لم تأت بشيء غير معلوم بالنسبة لهم إلاّ إذا قصدوا عقاب مجلس الأمن للجهات المرتكبة بإعتبار أن جماعات 14 آذار أعجاز نخل خاوية وهم غير قادرين على فعل شيء لفقدانهم لعناصر القوّة، وإذا كان مقصدهم هذا فقد باؤوا بفشل وخسارة كون المحكمة لم تعطهم الفرصة التي انتظروها لسنيين عجاف .

 

 

ما ختمت به المحكمة الدولية جلسات سنينيها وما جاء على لسان ولي الدم الشيخ سعد الحريري لا يضمر طيّاً لسجل الإغتيال فحسب بل يفتح الباب من جديد لتعاون الحريري مع حزب الله في حكومة تعطيه ما يرضى وتعطي الدول الغربية فرصة تحسين شروط سيدر كي تتراجع أميركا عن ضغوطاتها وما لاءات الثلاثي أمل – حزب الله وتيّار باسيل إلاّ رسالة مشددة ضدّ الحريري اذا ما ارتضى تصعيداً بعيد حكم المحكمة وهذا ما يجعله خارج السلطة وقد فهم الحريري لاءات عين التينة وردّ عليها بالمطلوب منه كونه قد  تنازل بخطاب ضبط الشارع وضبط نتائج القرار الإتهامي  وأن على حزب الله أن يتنازل طبعاً بتخليه عن الشروط الموضوعة بوجه عودته الى رئاسة الحكومة وفق مسودة الشروط الدولية .

 

إقرأ أيضا :  حزب يدّعي النصر ويعيش الهزيمة

 

 

هل تبقى حسابات حقل الحريري بحسب حسابات بيدر حزب الله؟ ثمّة من يرى في حسابات الحقل عند الحريري مجرد جعجعة دون طحين كون بيدر حزب الله لا يعطيه سوى تبن الحصاد في حين أن القمح يذهب لحلفائه وهذا ما دفع جنبلاط وجعجع الى إعابة الحريري في دوره الحكومي لدى السعوديين ولدى الفرنسيين وعند الموفدين الأميركيين وهذا ما قلّص من رصيد سعد الحريري في البنك الأميركي – السعودى وهذا ما يعرفه حزب الله وتيّار باسيل ولولا نظرة الرئيس نبيه بري الخاصة جداً بسعد الحريري لتمّ إخراج الحريري نهائياً من رئاسة الحكومة طالما أن الأكثرية بيدهم وما عدا إسماً للمداولة عند كل أزمة .

 

 

لقد سقط سعد الحريري عن كرسيّ الرئاسة لحظة نهاية جماعة 14آذار والسقوط السريع بكامل الشعارات المرفوعة منذ ثورة الأرز ونتيجة ولعه وشغفة برئاسة مشروطة ومكبلة ومقيدة وبدون صلاحيات وقد اكتفى فيها كلعبة طفل جاءته هدية في عيد من الأعياد ودخوله قفص التفاهم والإتفاق مع تيّار النائب جبران باسيل الذي أخذ منه كل شيء ولم يعطه شيئًا من الإستحقاق الرئاسي الى الإستحقاق الحكومي حيث برز فيها جبران باسيل كرئيس لها لا كوزير بها .

 

 

تبدو النيّة الدائمة للرئيس سعد الحريري في الوصول مجدداً الى رئاسة الحكومة أكثر حماسة واندفاعاً في هذه المرحلة خاصة بعيد انفتاح العالم مجدداً على لبنان تعاطفاً مع جريمة إنفجار مرفأ بيروت التاريخية  كي يعيد بناء مجد أضاعه هو وتيّاره ومن حوله من جماعات الجيوب كي يبقى داخل المشهد السياسي خاصة وأن إمكانية الموافقة على انتخابات نيابية مبكرة باتت ممكنة والشيخ سعد يحتاج الى أن يكون في قصر الرئاسة الثلاثة كي يخوض الإنتخابات عن طريق السلطة لا عن طريق المعارضة التي قد تسقطه لأنه من أكثر الأخسرين أعمالاً .