تكمن المشكلة أيضاً في الدول التي مازالت تراهن على الفاشلين الذين مزّقوا أوراق قوتهم بمقصاتهم وحوّلوا ثورة الأرز الى فورة خدمت سعيهم للوصول الى السلطة ومن ثمّ باعوها بلا ثمن وفضوا شراكتهم وتحوّلوا الى صائدي سلطة برُخص ممنوحة لهم من قبل جهات يعملون عندها وهذا ما وضع البلاد و العباد في عهدة عهد نبذهم نبذة واحدة وباتوا مستلحقين ضعفاء بعد أن كانوا محاصصين أقوياء .
 

لا صوت للمستقبل تيّار الكرافتات الزرقاء ولا لصاحبه الذي يختفي في الشدائد ظناً منه بأنّه في مأمن من خصومه حيث يحتاج رضاهم كيّ يعود الى قصر الحكومة فلا يعكّر صفوهم وهم في شدّة وعُسر جرّاء ما يحصل في البلاد من أزمات لا طاقة لهم على حلّها وهم لا يملكون حلولاً بالقدر الذي يحرصون فيه على الإستمرار في السلطة فقط دون المساهمة في معالجة شيء طالما أنهم بخير وصحة وسلامة وعافية وجيوبهم مملؤة بنقديّ الذهب والفضة .

 

 

ما حدا أكبر من بلدو وينو ما حدا شايفو وما حدا عما ايشوف الوجه الآخر للطبقة السياسية الحاكمة أي أحزاب السلطة الأخرى من جماعة التقدمي والمستقبل والقوّات ويبدو أن إكتفاء التقدمي بتغريدة رئيسه الصباحية كافية كما أن القوّات مكتفية هي أيضاً بحركات قائدها التي لا تسمن ولا تغني من جوع ورغم أن موقفا القوّات والتقدمي خجولان إلاّ أنهما أفضل من صمت المستقبل حيث ينام سعد الحريري مطمئناً على صمته في رصيد خصومه كيّ يسمونه رئيساً لحكومة قادمة لا محالة بعد أمست الحكومة خارج الوظيفة وتمّ توهين السلطة التنفيذية بحيث لم يعد لها أيّ طعم أو رائحة سوى الطعم المر والرائحة الكريهة .

 

 

وحده حزب الكتائب يعاكس مصالحه بتركه للطبقة السياسية التي انتسب اليها منذ زمن ويقرر أن يكون على مستوى الحدث وبما يتناسب مع طبيعة الأزمة القائمة وبالتالي يرفض أن يكون شاهد زور داخل السلطة وقرر أن يكون صادقاً مع دوره كمعارض فاختار الشارع وتخلى عن النيابة باعتباره وكيلاً عن الناس ولا مجال لبيعهم في سوق المصالح بعد أن أعلنوا كفرهم بهذه الطبقة المطبقة على السلطات كافة .

 

إقرأ أيضا :  بري بين شيراك وماكرون

 

 

كان من المتوقع أن يبادر كل من الثلاثي المرح جنبلاط جعجع الحريري الى الإستقالة طالما أنهم من معارضي الحكومة ومن  من يدير سياسات البلاد ولكنهم حتى اللحظة هم في هم غير هم اللبنانيين فلهم مصالحهم المرتبطة و المشتركة مع الجهة الحاكمة لذا يسدون ثغرات السلطة بسياسات داعمة لأسباب معروفة وغير خافية على أحد طمعاً وخوفاً وتسديداً وتأييداً لطبقة سياسية هم منها وما الإختلاف القائم مع حزب الله والتيّار الوطني إلاّ اختلاف إقليمي مع الأوّل ونفوذي مع الثاني وعندما تقتضي المصلحة الإقليمية يصبح حزب الله ضرورة لبنانية والتيّار الحرّ ضرورة لخلق فرص سياسية جديدة تماماً كما تقول التجربة التي أوصلت مؤسس التيّار الحرّ الى قصر الرئاسة من قبل سعد الحريري وسمير جعجع بشكل أساسي والتي أغفلت أعينها عن سلاح حزب الله وعن مشاركته في حروب المنطقة وعن وعن .. ما دام الحريري ينام في سرير الحكومة وما دامت القوّات شريكة فعلية في السلطة و غير مخوّنة وما دام جنبلاط مرتاحاً لأمنه ولصفاء حصته .

 

 

تكمن المشكلة أيضاً في الدول التي مازالت تراهن على الفاشلين الذين مزّقوا أوراق قوتهم بمقصاتهم وحوّلوا ثورة الأرز الى فورة خدمت سعيهم للوصول الى السلطة ومن ثمّ باعوها بلا ثمن وفضوا شراكتهم وتحوّلوا الى صائدي سلطة برُخص ممنوحة لهم من قبل جهات يعملون عندها وهذا ما وضع البلاد و العباد في عهدة عهد نبذهم نبذة واحدة وباتوا مستلحقين ضعفاء بعد أن كانوا محاصصين أقوياء .