حزب الله اليوم كما كل اللبنانيين أمام هذه الفرصة وأمام هذا التحدي وإن خلاص لبنان هو مسؤولية، مسؤولية وطنية وأخلاقية وإنسانية والمقاومة التي تحمي لبنان من العدو الاسرائيلي هي أيضا يجب أن تحمي لبنان من أي ارتدادات او عواقب تستهدفه في الداخل .
 

أطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم أمس في إطلالة كانت مرتقبة بعد الاحداث الامنية والسياسية التي شهدتها الساحة اللبنانية لا سيما بعد فاجعة المرفأ وما تركته هذه الفاجعة الأليمة في حياة اللبنانيين من مأساة ربما تكون الاولى في تاريخ لبنان الحديث.

 

 

لم يشأ السيد نصر الله الحديث في السياسة كثيرا مخصصا خطابه للبنانيين جميعا داعيا الى المزيد من التضامن والتماسك الداخلي لمواجهة هذه المحنة وإلى أن يكون التحقيق سريعا وشفافا ونزيها بعيدا عن أي اعتبارات طائفية أو سياسية أو حزبية.

 

 

صورة المشهد اللبناني منذ حصول التفجير حتى اليوم حملت الكثير من التحليلات والتأويلات على المستوى السياسي والامني وتطرق كثيرون إلى علاقة ما لحزب الله بهذه الحادثة لكن السيد نصر الله أصرّ على عدم الدخول في أي سجال في الوقت الراهن ليطبع خطابه بالطابع الإيجابي ويعلن عن الشكر والتقدير لكل الدول التي قامت بإرسال مساعدات والتي في طور إرسال مساعداتها.

 

 

وقال نصر الله أن الحزب ينظر بإيجابية لكل زيارة وتعاطف، في إشارة منه إلى زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خاصة إذا كانت في إطار الدعم والدعوة إلى لم الشمل.

 

إقرأ أيضا : كورونا... الهلع واجب وضروري

 


والجميع يعلم أن في مقدمة هذه الدول المملكة العربية السعودية ودول الخليج التي تشهد منذ مدة علاقات متوترة جدا بينها وبين حزب الله، لكن السيد نصر الله أصر على مخاطبة الجميع بمن فيهم الدول العربية لا سيما السعودية ودعى الى اعتبار ابواب المساعدات هذه فرصة لاستثمارها لصالح لبنان واللبنانيين وهي دعوة في محلها وفي هذا الوقت بالذات وفي هذه اللحظة بالذات، اللحظة التي تفرض على الجميع العمل لصالح لبنان ولبنان فقط وهي لحظة المسؤولية التي يجب ان يتحلى بها اللبنانيون جميعهم بزعمائهم وأحزابهم  ليكون لبنان اليوم في أولى الأوليات بعيدا عن أي اعتبارات اخرى على صلة بالمحاور والصراعات الإقليمية والدولية.

 

 

الدعوة التي أطلقها  السيد نصر الله باعتبار ما يحصل اليوم من تعاطف عربي ودولي مع لبنان فرصة هي أيضا دعوة موجهة من كل اللبنانيين إلى حزب الله، إلى السيد نصر الله نفسه أن تكون اللحظة لحظة لبنان فقط، وأن تكون هذه فرصة لحزب الله أيضا ويستكمل النظرة الايجابية  التي أطلقها ويذهب مع كل اللبنانيين إلى تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية والدولية وتحييد لبنان عن سياسة المحاور ويمد يده للحوار وعقد التسويات التي تضمن مصالح لبنان واللبنانيين فيما يتصل بالداخل والخارج.

 

 

إنها فرصة لحزب الله أيضا أن يكون همّه لبناني وخياراته لبنانية الخيارات التي تؤمّن بناء الدولة دولة القانون والمؤسسات الدولة التي يطمح اليها كل اللبنانيين والدولة التي يدعو إليها كل الدول الصديقة التي آمنت بلبنان بلدا سيدا حرا مستقلا.

 

 

إن الحديث الجاري عن مؤتمر دولي من أجل لبنان سيعقد خلال أيام هو أيضا فرصة لكل اللبنانيين لكل الاحزاب اللبنانية لكل الزعماء اللبنانيين أن يعودوا إلى لبنانهم بيد واحدة ورؤية واحدة، وهو أيضا فرصة خاصة لحزب الله لبدء مرحلة جديدة من التعاطي الايجابي مع الداخل والخارج لتجنيب لبنان والشعب اللبناني المزيد من الهزات والارتدادات السياسية والامنية.

 

 

حزب الله اليوم كما كل اللبنانيين أمام هذه الفرصة وأمام هذا التحدي وإن خلاص لبنان هو مسؤولية، مسؤولية وطنية وأخلاقية وإنسانية والمقاومة التي تحمي لبنان من العدو الاسرائيلي هي أيضا يجب أن تحمي لبنان من أي ارتدادات او عواقب تستهدفه في الداخل .