لم يبقَ سوى الدعاء والإبتهال لله تعالى أن يرفع هذه الغمّة، وهو أضعف الإيمان، قبل تجديد الانتفاضة الشعبية لاقتلاع هذه السلطة الفاسدة الغاشمة من جذورها.
 

إلى من يلجأ المواطنون اللبنانيون في مثل هذه المحنة التي ضربت مرفأ بيروت بانفجارٍ رهيب، أشبه ما يكون بانفجار قنبلة نووية، إلى من يفزعون وبمن يستغيثون؟ إن لم يكن للحُكّأم المسؤولين، فإلى من يتوجّهون؟

 

هل يتوجّهون إلى رئيس الجمهورية، الفاقد للأهليّة والمصداقية منذ عودته من باريس، وعقده تفاهم كنيسة مارمخايل مع حزب الله، والتّفريط بسيادة واستقلال البلد، وتفاهم معراب مع القوات اللبنانية، وتفاهم بيت الوسط بين سعد الحريري وجبران باسيل، تمهيداً للوصول إلى سدّة الرئاسة الأولى، وصلَ إلى قصر بعبدا وفق ذريعة " الرئيس القوي"، الرئيس الذي لا يستقوي إلاّ بالقوى غير الشرعية، والسلاح غير الشرعي، فعمّ الخراب وتتالت الإنهيارات المالية والاقتصادية رغم "قُوّة الرئيس" وجبروته، أم يلجأون إلى رئيس مجلس النواب ( الذي ناهزت ولايته الثلاثين عاماً) وهو لا يهتم سوى بنهب المال العام والاثراء غير المشروع وصرف النفوذ وتكديس الثروات والفساد على مختلف الأصعدة، لا يهتم سوى بتوظيف أفراد العائلة وحشد الأزلام والمناصرين في الإدارة العامة والمصالح المشتركة والمؤسسات الأمنية؟

 

إقرأ أيضا : شهامة وزير الخارجية حتّي ومراجل وزيرة الدفاع عكر

 

 

أم يلجأون إلى رئيس حكومة أكاديمي نرجسي فاشل وسخيف، كلّ همّه المنصب ولقب دولة الرئيس،  دُمية استقدمها الثنائي الخبيث ( الثنائية الشيعية والتيار الوطني الحر) لاستلام موقع رئاسة الحكومة " السّنيّة"، يتقاذفونها كيفما شاؤا، أم يفزعون إلى قادة ميليشيات الحرب الأهلية اللبنانية، الذين نزعوا لباس الميليشيا بعد اتفاق الطائف، وتبرقعوا باللباس الرسمي، واحتفظوا بعقلية الميليشيات وحقارتها وسوقيّتها، أم تراهم يلجأون إلى " سيّد" المقاومة والممانعة الذي لا يهُمّه سوى إرضاء الوليّ الفقيه في إيران، والممسك برقاب الدولة والبشر، وزمام الحرب والسلم في المنطقة العربية والخليج على حساب الشعب اللبناني ومستقبل أبنائه ورفاهة عيشهم وطمأنينة بالهم، إلى من يفزعون؟ والحُكّام السفلة ما زالوا في مواقعهم ومناصبهم،  وغداً يطلعون على المواطنين بتبريراتٍ سخيفة وتافهة، ووعودٍ فارغة وأكاذيب مُعدّة سلفاً، ولعلّهم يتحضّرون مع أزلامهم وعبيدهم لاختلاس ما يمكن أن يقدّم من مساعدات انسانية للشعب اللبناني المنكوب.

 

لم يبقَ سوى الدعاء والإبتهال لله تعالى أن يرفع هذه الغمّة، وهو أضعف الإيمان، قبل تجديد الانتفاضة الشعبية لاقتلاع هذه السلطة الفاسدة الغاشمة من جذورها.