فهل سنشاهد في احياء ايران مزيدا من انفجارات الغاز التي باتت تعلنها الدولة الايرانية بسبب تزايد الحرائق المستمرة في طهران وبعدد من المدن الايرانية .
 

لم يعد من شك باننا نعيش اليوم حرب جديدة بنوعها وبطريقتها وشكلها واساليبها  بين الولايات المتحدة والجمهورية الاسلامية ،  فالجمهورية الايرانية الاسلامية باتت تعيش حالة حرب فريدة من نوعها في مفاهيم الحروب التقليدية والكلاسيكية التي تخاض بين الدول .

 


طبعا هذه الحرب التي تتخذ نوع من الحرائق المكثفة باندلاعها في مناطق ايرانية مختلفة ولكن ضد قطاعات معينة هي نوع واضح  من الحروب السيبرانية ( هي حرب الكترونية من خلال البرامج والشيفرات  التي تدار بواسطة  الحواسيب الالكترونية تستطيع الوصول الى الخصم وتعطيل اعماله وبرامجه من خلال فيروسات او تهكير مواقعه الرسمية والاستفادة  من المعلومات التي  توجه ضد الخصم)، والمعلومات الاستخباراتية والتي تستخدم فيها  دقة ضرب الاهداف ان كانت بواسطة الفيروسات  او الطيران المسير او المتعاونين في الداخل والتي تحقق اهدافها بدقة عالية وناجحة في الاصابات التي تبعد المدنيين عن المشهد  العام مما يحرج الدولة الايرانية في الاعتراف والتأكيد على هذه الاصابات لجهتين لأنها لا تريد تأكيد هذه الضربات كي لا تجبر على الرد .

 


وايران تعرف بان الرد ستكون تكلفته عالية جدا ، ولا تسطيع الرد  والوقوف بوجه الولايات المتحدة التي تخضع ايران وشعبها في الداخل والخارج لعقوبات اقتصادية موجعة جدا .

 


بالطبع امريكا لا يهمها من المنطقة سوى اضعاف ايران واهلاكها  من الداخل وقطع اذرعها في الخارج(لبنان العراق سوريا اليمن ، غزة )، فالتعامل الامريكي يأتي من خلال سياسة امريكية واضحة بانها لا تريد ضرب ايران عسكريا وشن هجوما عسكريا بواسطة الجو والبحر وضرب اسطولها النفطي ومنشأتها ،  وانما  بات واضحا للجميع  بان واشطن تريد تأديب سلوك طهران كما بدأ به الرئيس ترامب منذ الخروج من الاتفاق  النووي واجبارها على الجلوس على طاولة التفاوض معها بطريقة مباشرة وواضحة امام المجتمع الدولي وتنفيذ شروط الولايات المتحدة المطروحة  واجبارها على الالتزام بها وتنفيذها من خلال اتفاق ووثائق تجبر ايران الالتزام بها. 

 


يعني بان الولايات المتحدة تريد تحديد دور ايران فقط في اطار الدولة الايرانية دون المساس بتركيبة النظام او التلويح بأسقاطه او استبداله لان ايران حاجة ملحة لأمريكا كما بات واضح والجميع يعرف بما فيهم روسيا والصين واوروبا بان عين الساسة الايرانيين على توقيع اتفاق مع الولايات المتحدة يقر بدورها في المنطقة كقوة اقليمية .

 


من جهته أعلن الرئيس الايراني حسن روحاني أن "الأمريكيين كانوا يتوقعون انهيار الاقتصاد الايراني بعد فترة وجيزة من بدء الحظر"، لكننا اليوم تمكنا بالتخطيط والاعتماد على اقتصاد بدون نفط من ادارة البلاد، الامر الذي ابرز قوة ايران وحقق انتصارا كبيرا للشعب الإيراني في الحرب الاقتصادية”. وشدد بان البلاد في هذه الظروف الصعبة أظهرت قدرة الشعب بالتصدي للمشاريع الامريكية ، بالرغم من ان فيروس كورونا شكل  تحديا  للاقتصاد الايراني .

 


ومع تصريحات الرئيس روحاني بان فقدان التنسيق  مع الشركات الغربية بحيث بات واضحا بانه لا يريد احد التنسيق التجاري معها بما فيها الشركات الروسية والصينية التي خرجت سريعا بعد فرض العقوبات الاقتصادية على طهران  وهذا يعني بان 90 بالمئة من صادرات النفط الايرانية باتت خارج التصدير  وبقي 10 بالمئة تخرج من ايران بطريقة التهريب وهذا يشير الى ان العملية تسير بما طرحه ترامب بوصول صادرات ايران  من النفط الى صفر.

 


لكن الولايات المتحدة لا تزال تشدد العقوبات الاقتصادية على النظام الايراني ومنع وصول أي اموال من الخارج حتى بيع النفط مما يترك اثارا سلبية  تحاول واشنطن فرضها لتصبح امرا واقع تستطيع من خلالها تحريك الشارع الايراني المتذمر من سياسة الملالي والتي نشهدها بمظاهرات مستمرة ضد النظام وضد المساعدات الخارجية التي تقدمها دولة الحرس الثوري للأذرع والتي تعبر عنها هتافات المحتجين في الشوارع وبعض الفيديوهات المسربة من قلب التظاهرات .

 


ومن جانب اخر تقوم الولايات المتحدة بكل قوتها الدبلوماسية  بفرض قانون عبر الامم المتحدة من خلال تمرير قرار اممي يمنع الدول من تصدير السلاح الى ايران والتي تعلله الولايات المتحدة بان ايران لا  تريده  بل تريد تزويد اذرعها في مناطق النزاع  والصراع  التي تديرها ايران، بالتالي  فشلت الولايات المتحدة من اتخذ القرار بالأجماع بسب رفع روسيا والصين  لمرتين الفيتو خلال اسبوع  وقد تحاول واشنطن  طرح المشروح  من جديد والذي  سنشهد معركة دبلوماسية  في مطلع تشرين الاول حول تمديد حظر الاسلحة الى ايران وهذا ما صرح به وزير الخارجية الامريكي،  حيث إنه من المقرر انتهاء هذا الحظر المفروض بموجب القرار 2231، الموقع بين إيران ودول كبرى في عام 2015. 


فان منع ايران من استيراد السلاح ،لأنها  ستكون قادرة على شراء طائرات حربية مقاتلة جديدة من روسيا والصين.


 توضح امريكا من خلال خريطة تعمل على نشرها عالميا  بأن أوروبا ستقع تحت نيران إيران إذا رُفع حظر السلاح عن طهران، وهو أمر مرفوض للولايات المتحدة

 


وامام هذا التشدد الامريكي المتبع على ايران من قبل ادارة الرئيس ترامب والذي نشهد التشدد الاقتصادي والعسكري والدبلوماسي مرتبطة بعقوبات اقتصادية واسعة ، وبظل الرفض الايراني للدخول في حوار حول ايران ومصالحها القادمة في الشرق الاوسط والاتفاق مع الولايات المتحدة على الشروط المطروحة كي تريح نفسها والمنطقة بالرغم من ان الولايات المتحدة اعطت نوع من الامن لطهران من خلال تبادل المعتقلين بينهما لكن ايران لا تزال تراهن على الموقف الروسي الداعم لها والذي افهمها بانه لايزال مبكرا الجلوس مع الادارة الحالية التي ترى روسيا بانها ذاهبة وسيكون مصيرها الانتهاء في الانتخابات القريبة في أميركة واستبدالها بإدارة جديدة يكون الحزب الديمقراطي في قيادتها التي ستتمكن ايران من تحقيق مكاسب جيدة لدورها وموقعها .

 


فان ايران يجب عليها تحمل المرحلة القليلة القادمة التي سيكون التغيير فيها لصالح المفاوض الايراني .

 


لكن السؤال الذي يطرح نفسه  كيف ستصمد ايران امام كل هذه التحديات الصعبة فهل ستنحني امامها وتذهب للتفاوض  مع ترامب وخاصة بالأيام القادمة ستكون صعبة جدا على ايران واذرعها . 

 


ايران دولة براغماتية تعرف مصالحها جيدا ولها باع طويل في ممارسة دبلوماسية التفاوض مع الولايات المتحدة وليس المرة الاولى التي تصل فيها العلاقة الى هذه المرحلة  فان ايران تسير على حد السيف وتعود ادراجها الى مكانها الطبيعي ،ولكن بظل هذا الاصرار الامريكي الملفت للنظر لكونه الاول من نوعه في الضغط على طهران وملاليها  تبقى الاجابة عند الادارة الحالية او القادمة ماذا تريد من النظام الايراني وكيف تريد التعامل مع ايران واذرعها وموقعها الاقليمي في المنطقة وتحديدا في الخليج العربي بظل التواجد والانتشار الامريكي الواسع في المنطقة . 

 


وهل ستنقل ايران المواجهة الى خارج اراضيها وتحديدا فتح جبهة لبنان والجولان مع اسرائيل وجر الجميع الى معركة تغير وجهة المعارك والحرب من داخل ايران الى خارجها ، بالإضافة الى استخدام ميليشياتها في العراق لفتح جبهة واسعة على التواجد الامريكي فيها لتضع الامريكي في خانة اليك.

 


لكن كما يبدو بان الأمريكي سيكون في المواجهة مدركا بان الضغط على الداخل الايراني بالقوة العسكرية سيقيد عمل طهران  وقدراتها  ، وبالمناسبة  ارسلت امريكا اشارة واضحة لإيران من خلال اعتراضها لطائرة  "ماهان"  الإيرانية في الاجواء اللبنانية السورية" الموضوعة على قائمة الارهاب  لامتلاكها من قبل الحرس الثوري ".

 


بغض النظر عن التصريحات المختلفة التي دارت حول الطائرة وركابها وحمولتها  المختلفة،  فالرسلة واضحة بانها تستطيع اقفال الاجواء العراقية والسورية واللبنانية والمدار الجوي  للطائرات الأمريكية فقط.
فهل سنشاهد في احياء ايران مزيدا من انفجارات الغاز التي باتت تعلنها الدولة الايرانية بسبب تزايد الحرائق المستمرة في طهران وبعدد من المدن الايرانية .