لا معنى لأي كلام يتهم المملكة ومن ثمّ يلتف عليها لنيل حصة تموينية تغذي موارده المهدورة على الصراعات والحروب وتحسّن من شروط البقاء أحياء بعد أن اتخذ الموت له منزلاً في العراق ولبنان .
 

عند كل أزمة ومنعطف خطير تتدافع القوى الشيعية لتأكيد عروبتها لا فارسيتها اذ لطالما تمسّك الرئيس نبيه بري بالعلاقة مع المملكة في أحوج الصراع السعودي – الإيراني وتكاد أن لا تمسك على لسان زعيم الطائفة الشيعية في لبنان موقفاً ضدّ دول الخليج عموماً والمملكة خصوصاً وهذا ما أراح الطائفة من تحديات كثيرة وهذا ما أمّن للمقيمين في دول الخليج مأمنهم من بطش القبضة المذهبية وأبقاهم في أعمالهم وفي أوطانهم البديلة كضيوف محترمين لا تشوبهم شائبة الخلاف الذي تمذهب سواء في الحربين السورية واليمنية أو في طبيعة التصدّعات القائمة في العراق .

 

 

وفي أزمة المرحلة المشبعة بمواقف ضدّ المملكة من قبل خصومها اللبنانيين وفي ظل اللامبالاة اللبنانية من مواقف المملكة من الحكومات التي تقول بأن حزب الله مسيطر عليها والتي أفضت الى حياد المملكة عن لبنان برفض دعمه في ظل حاجته الملحة الى أي جرعة ماء تقيه عطش الفسادين السياسي والمالي الأمر الذي وضع لبنان خارج الدائرة المالية للمملكة وهذا ما فرض على السلطة إعادة النظر في مواقفها من السعودية لذا جاءت حركة السلطة اللبنانية باتجاه الكويت غير مكتملة الأمر الذي فرض على موفدها التصريح المطلوب بمدح المملكة كمفتاح من ذهب لباب العلاقات اللبنانية - الخليجية .

 

إقرأ أيضا : المؤمنون و الكافرون ملّة واحدة

 

 

قبل السيد الكاظمي أمّ الزعيم الشيعي الأقوى في العراق السيد مقتدى الصدر المملكة في ظل إنحباس الأنفاس بين الجمهورية الإيرانية والمملكة العربية ودعا العربية السعودية الى دور فعّال في العراق على المستويات كافة ولم تثمرآنذاك زيارة مقتدى الصدر للسعودية وهذا ما زاد من بُعد العراق عن السعودية و بعد غياب قسري وطوعي عراقي وسعودي فتح رئيس وزراء العراق ودشّن أولى الخطوات الرسمية لعودة العلاقات بين العراق والسعودية في ظل حمأة إيرانية ضدّ المملكة وأخرى سعودية ضدّ الإيرانيين وهذا ما أكدّ سياسة عراقية محايدة عن الصراع الدائر في المنطقة وهذا ما لم يستطع وزير خارجية إيران مخالفته بل أكده بحق العراق بالأمن والإستقرار والعلاقات الجيدة مع جيرانه .

 

 

سواء كان التحرك اللبناني أو العراقي بموافقة أو عدم موافقة إيران و دحلفائها فإنه يشير في كلتا الحالتين الى عدم القدرة على مواصلة القطيعة مع المملكة والى ضرورة فتح علاقات جيدة معها لحاجتين لبنانية وعراقية بغية الحصول على شرعية عربية باتت غير متوفرة في ظل التوترات القائمة مع المملكة وهذا ما يدفع الريب عن الدور السعودي اذ لا مسؤولية في الحديث عن الدور السعودي السلبي أو عن العداوة السعودية في ظل ذهابك اليها للحصول على بركاتها .

 

 

لا مبرر لخصومة مع المملكة ما دُمت تبحث عنها لحاجتك إليها وهذا ما يُضعف من موقف القائلين بنهاية التأثيرات السعودية في المنطقة ومن هزيمة المشروع العربي الذي تقوده السعودية الحليفة المباشرة للشيطان الأميركي وهذا ما يسفف من كثرة رشق المملكة بالأحذية المستوردة إذ لا معنى لأي كلام يتهم المملكة ومن ثمّ يلتف عليها لنيل حصة تموينية تغذي موارده المهدورة على الصراعات والحروب وتحسّن من شروط البقاء أحياء بعد أن اتخذ الموت له منزلاً في العراق ولبنان .