بالامس في الديمان ،اليوم في بعبدا، وغداً في الفاتيكان والرسالة ستصل الى كل بلدان العالم .... الشعب اللبناني لم يعد يستطع الخوض في حروب الاخرين ولم يعد يريد سوى حلاً واحداً الا وهو النأي بالنفس . الراعي يعيد امجاد الحويك مروراً بطوباوية القديس صفير .
 

لم يكن سراً ولا مستغرباً ان يأتي اليوم الذي تنتفض فيه بكركي على قوى الامر الواقع وتعيد حساباتها على اساس وحدة لبنان وعيشه المشترك وعلاقاته المتميزة بالدول العربية تحت سقف المجتمع الدولي .
لطالما ذكر التاريخ البطريرك الماروني الياس الحويك الذي كان  ركيزةً اساسيةً ومن الاسس الرئيسية لانشاء دولة لبنان الكبير .

 

 

لا يستطيع احد تجاهل تلك المواقف الصارخة والصريحة للبطريرك الحويك وخصوصاً تلك التي سجلها في مؤتمر  الصلح بعد الحرب العالمية الاولي في ڤرساي  عام ١٩١٩ حين اعتبر ان الطائفة  الوحيدة لكل اللبنانيين هي "لبنان" وعندما قيل له لماذا تريد ضم بعض المناطق المسلوخة عن الخارطة اللبنانية بالرغم من انها مكونة من اكثرية مسلمة فأجاب بذات النغمة :"ان الطائفة الوحيدة لكل اللبنانيين هي لبنان الواحد الموحد ".

 

 

هكذا كانت رجالات الدولة الحق وهكذا نشأ لبنان القوي بعلاقاته والكبير برجاله الابطال الذين ارادوه وطناً لجميع ابنائه .

 


اليوم وبعد سنين عجاف مرت على هذا البلد العقيم سياسياً واقتصادياً تراءى للبطرك الراعي ان يكسر حاجز الخوف ويضرب حائط الصمت ليعيد بلورة اوراق بكركي ... بكركي التي بدأت بالحويك بطريرك الاستقلال الاول ولبنان الكبير ومرت بجسر لبنان العظيم بطريرك الاستقلال الثاني  مار نصرالله بطرس صفير ... ذلك المتصوف في وادي قنوبين الذي تحدى مرارة الحقد والغطرسة والظلم ابان الاحتلال السوري وقال كلمته التي اسس من خلالها  لانتفاضة الاستقلال وثورة الارز التي اخرجت سوريا من لبنان واسقطت اتباعها .

 


اليوم البطرك الراعي يمثل الاكثرية الصامتة الحزينة ويمثل المسار الحقيقي للبنان الواحد الموحد الحر المستقل .... اليوم وبعد ان اعلنها جهاراً من على منبر بكركي يعيد كلماته من قلب مقام الرئاسة الاولى ومن على اعتاب بعبدا ... لبنان الحياد هو لبناننا الذي نريد.

 

 

بالامس في الديمان ،اليوم في بعبدا، وغداً في الفاتيكان والرسالة ستصل الى كل بلدان العالم .... الشعب اللبناني لم يعد يستطع  الخوض في حروب الاخرين ولم يعد يريد سوى حلاً واحداً الا وهو النأي بالنفس .

الراعي يعيد امجاد الحويك مروراً بطوباوية القديس صفير .