اشارت "الانباء" الكويتية الى ان الوسطاء توصلوا إلى صيغة حكومية مقبولة برئاسة الحريري، لكن إحدى الدول الغربية الفاعلة رفضت الطرح لأنها لا تريد لحزب الله ان يخرج من هذه المواجهة بسلام.
 
 
فالبطريرك الماروني بشارة الراعي دعا الى فك الحصار عن الشرعية اللبنانية، والأمين العام ل‍حزب الله السيد حسن نصر الله تحدث عن «الحصار الأميركي» الذي يدفع لبنان ليكون في «محور المقاومة»، بينما يحث وزير الخارجية الأميركية جورج بومبيو دول العالم على تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية ومنعه من استجرار النفط الإيراني الى لبنان، مجددا تمسك بلاده بالعمل على بناء حكومة لبنانية نزيهة، وكأنه يقول ان حكومة حسان دياب غير نزيهة.
 
لكن زيارة قائد المنطقة الوسطى الأميركية الجنرال ماكينزي والسفيرة الأميركية دوروتي شيا، لرئيس الحكومة حسان دياب في السراي الحكومي ضمن جولته على المسؤولين اللبنانيين أمس الأول، كانت لافتة، ولئن أعطيت الطابع البروتوكولي ضمن إطار جولة تقليدية عوضت عما نال دياب من كلام بومبيو.
 
وقد توصل الوسطاء إلى صيغة حكومية مقبولة برئاسة سعد الحريري تضم خبراء متحررين من الأحزاب وغير مستفزة لهذه الأحزاب، بمعنى ألا يكون فيها ممثل لحزب الله ولا جبران باسيل شخصيا، لكن إحدى الدول الغربية الفاعلة رفضت الطرح لأنها لا تريد لحزب الله ان يخرج من هذه المواجهة بسلام.
 
وتقول المصادر المتابعة لـ «الأنباء» إن فرنسا كانت الأشد حماسة للصيغة الحكومية لما يساورها من قلق جدي على مصير لبنان إزاء «صراع الفيلة» على ارضه، لكن أطراف الصراع لم يظهروا أي تجاوب وخاصة الرئيس سعد الحريري الذي ما زال يعتقد أنه من المبكر عودته إلى السراي الحكومي، بينما بقي الفريق الرئاسي على موقفه: «خرج الحريري وباسيل من الحكومة معا ويعودان إلى الحكومة معا».
 
ومن هنا كان التصعيد اللافت في لهجة الخطاب الفرنسي حيال الوضع في لبنان واستنادا إلى التصريح الأخير لوزير الخارجية جان ايف لودربان الذي عبر عن قلق عميق حيال تدهور الأوضاع في لبنان بقوله: اني حزين لأن نصف سكان لبنان الآن يعيشون تحت خط الفقر، وكانت هناك تعهدات من قبل الحكومة اللبنانية بالإصلاحات، لكن الإصلاحات لم تحصل.
 
هنا تحرك البطريرك الماروني مطالبا الرئيس ميشال عون الملتزم بخط التفاهم مع حزب الله، بأن يفك الحصار عن لبنان، وقابله المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى الذي اجتمع برئاسة مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان بالسؤال عما يدعو أولي الأمر عندنا للبقاء في السلطة!.
 
ولم تكن عظات وتصريحات المطران الياس عودة أقل حدة ولكن لا حياة لمن تنادي، ومثلها خطب الأمين العام السابق لحزب الله الشيخ صبحي الطفيلي أو أمام مسجد «حي السلم» في الضاحية الجنوبية الشيخ ياسر عودة، الذين عكسوا موقفا دينيا وطائفيا مشتركا، رافضا للوضع السياسي الراهن.
 
وما بات ملموسا بالفعل، الدور الذي بدأ يلعبه البطريرك الماروني بشارة الراعي، على مختلف المستويات السياسية والسيادية والاجتماعية والمعيشية بما تؤشر عليه، الزيارات السياسية له.