بات من الواجب على كافة القوى السياسية المعارضة، والتي تُراهن على نجاح انتفاضة السابع عشر من تشرين الأول عام ٢٠١٩، باقتلاع هذه الطبقة السياسية الفاسدة، أن تدعو إلى انتخابات نيابية مبكرة، وتأليف حكومة سياسيين مُنتخبين قادرين على ابتداع حلولٍ ناجعة لأزمات البلد المتفاقمة.
 

لعلّ أكبر وأخطر خطأ ارتكبته انتفاضة السابع عشر من تشرين الأول عام ٢٠١٩، على كثرة أخطائها وندرة إصاباتها، كان الإصرار على تأليف حكومة " تقنوكراط" مستقلين، وكأنّ المُصاب الكبير الذي أصاب لبنان بانهيارٍ تامٍّ على كافة المستويات السياسية والمالية والإقتصادية، يمكن لمجموعة من "التّقنيّين" المستقلين أن يُعالجوه، والمعروف أنّ السياسي "العالِم" أفضل بكثير من التقنوقراطي "الجاهل"، فلا يكفي أن تكون تقنيّاً لكي تكون سياسياً مُفيداً حقّاً، والدليل الواضح على فشل أيّة حكومة تقنيين هي هذه الحكومة الحالية التي يرأسها الدكتور حسان دياب، الجامعي والتّقني بامتياز، فلو أنّ التحالف الثلاثي( حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة أمل) الذي كان يبحث في صفوف الطائفة السنية عن رجُلٍ مطواع وساذج، وانتهازي ومُتسلّق، ولا يدور في ذهنه ووعيهِ سوى لقَب " دولة الرئيس" لما وجد أفضل من " الدكتور" حسان دياب، وبالإستتباع لو أنّ دياب بذل أقصى جهده، واستعمل كافة مهاراته "الجامعية" في البحث عن " قُرطة" وزراء يحملون صِفتي التقنية والاستقلال، وهم منهما براء، لما وجد أفضل من مجلس الوزراء الحالي، العاجز عن اتّخاذ أي قرار سيادي وإنقاذي لوضع البلد المتدهور، لا بل إنّ "الإنجازات" التي يُفاخر رئيس الحكومة مع عددٍ من وزرائه بتحقيقها، لا تلبث أن يظهر تهافتها وخواءها، وفي غالب الأحيان تزيد الأمور سوءاً على سوء، لذا بات من الواجب على كافة القوى السياسية المعارضة، والتي تُراهن على نجاح انتفاضة السابع عشر من تشرين الأول عام ٢٠١٩، باقتلاع هذه الطبقة السياسية الفاسدة، أن تدعو إلى انتخابات نيابية مبكرة، وتأليف حكومة سياسيين مُنتخبين قادرين على ابتداع حلولٍ ناجعة لأزمات البلد المتفاقمة، وذلك عبر القيام بثورة دستوريّة تكفل القضاء على الفساد وإصلاح الإدارة، والعمل على استعادة سيادة البلد واستقلاله، بإزالة السلاح غير الشرعي، ومنع قيام أي تكتُّل طائفي ذي طبيعة ميليشياويّة، حكومة سياسيين وطنيّين لبنانيّين، لا يأبهون من مواجهة التّحدّيات بالفعل، ولو دفعوا حياتهم ثمناً لذلك، أُسوةً بقوافل الشهداء الذين قدّموا دماءهم فداءً لهذا الوطن، ليحيا أبناؤه بعزّةٍ وكرامة، لا ليقفوا أذلّاء صاغرين أمام المخابز للحصول على رغيف، ولا للوقوف طوابير طويلة أمام المصارف والصّرافين، وهذه من آخر إبداعات حكومة دياب التقنوقراطية.

إقرأ أيضا :  شرق-غرب..والرئيس الراحل عادل عسيران ضدّ بيت الأسعد.

 

 

قال أبو الدرداء ( هو عويمر بن مالك بن قيس بن أميّة الأنصاري الخزرجي): مالي أرى علماءكم يذهبون، وجُهّالكم لا يتعلّمون!؟