لفت امين عام الاتحاد المسيحي اللبناني المشرقي المحامي فرنسوا العلم في تصريح الى أن "القرار الإسرائيلي بضمّ الضفة الغربية هو الخطوة الأخيرة لمخطط السيطرة الكاملة لاسرائيل على كل أراضي فلسطين التاريخية، باستثناء "شريط" غزّة"، مشيرا الى أنه "قرار يصعب تغطيته اميركياً، من دون وجود الرئيس ترامب في البيت الأبيض، الأمر الذي يضيّق هامش الوقت على الاسرائيليين، ويفرض عليهم تنفيذه قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي ترامب، التي تشير استطلاعات الرأي الى تراجع دراماتيكي في حظوظ انتخابه لولاية ثانية"، مضيفا: "ومن متابعة تطور موازين القوى لما أطلق عليه يوماً "الصراع" بين العرب وإسرائيل في المنطقة خلال العقدين الماضيين، يتبين أن تعاظم قوى محور الممانعة قد ولّد شبه قناعة لدى غالبية المسؤولين الإسرائليين، بأن قدرة "الدولة العبرية" على ضمّ الضفة الغربية "بموافقة" أميركية ودعم مطلق كالذي يحصل حالياً، إنما هو فرصة قد لا تتكرر أبداً، فبات عنوان المرحلة لدى البعض منهم هو "إما الآن أو لا ضم نهائياً". "It’s now or never".

 

واضاف: "وبالرغم من كل التداعيات التي قد تنشأ من جراء الضمّ، والذي سيكون حدّها الأدنى هذه المرة انتفاضة فلسطينية عارمة، فإن الأمور قد تتدحرج نحو حرب إقليمية طاحنة لا يعلم نتائجها الا الله"، لافتا الى أنه "في حين أنه بات من المؤكد بحسب المعلومات المتداولة في الأروقة الدبلوماسية أن نتيجة الضم ستؤدي الى توطين الفلسطينيين في لبنان كأمر واقع، مع ما يستتبع ذلك من إمعان في نسف "الديموغرافيا" اللبنانية التي ضُربت أساساً بسبب موجات التهجير الناتجة عن الحروب التي عاشها لبنان وتأثر بها المسيحيون على وجه التحديد بدءً من العام ١٩٧٥ الى ١٩٩٠، وبسبب النظام السياسي الذي فرضه اتفاق الطائف وتخلله مرسوم التجنيس في العام ١٩٩٤، إضافة إلى ما نتج أخيراً عن فتح الحدود أمام النازحين السوريين وعرقلة عودتهم"، مشيرا الى أنه "وبذلك تكون قد ضاعت للأسف التضحيات الكبيرة التي قدمها اللبنانيون عامة والمسيحيون خاصة في تصديهم لمشروع التوطين على مدى ٤٥ عاماً".

ورأى أن "اللافت في ظل هذا الوضع الخطير، إن الضغوط الأميركية والإسرائيلية تتزايد على دول الطوق (لبنان – سوريا – الأردن – العراق-مصر) لاشغالها عن قرار إسرائيل في ضمّ الضفة، وإغراق تلك الدول في مشاكل اقتصادية وسياسية وأمنية وعسكرية، وذلك في ظل اكبر عملية ضخٍّ إعلامي تمارسه وسائل الإعلام المأجورة لحرف الأنظار عن خطورة ما يجري، في حين أن بعض الأحزاب والمجموعات اللبنانية تتماهى مع المشروع، وتدفع الى المزيد من التوترات الداخلية لتغطية التأثيرات الحقيقية الهدامة التي تهدد الكيان اللبناني، وهي تعمل "بكل أمانة ومهنية" عن سابق تصور وتصميم على تنفيذ الخطة التي اقترحها مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان أمام كونغرس بلاده"، مشيرا الى أن "الذي اقترح فيها "التركيز في هذه المرحلة" (إقتباس) "على استهداف الحليف المسيحي لحزب الله"، معتبرا ان "ما يحصل على أرض الواقع من حملة مبرمجة تهدف إلى "اغتيال" التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل ورئيس الجمهورية سياسياً، لهو خير دليل على ذلك. ولكن المؤسف حقاً أن بعض الرأي العام من "السطحيين" اضافة الى "المأجورين"، قد انخرط في هذه المعركة التي سيكونون هم أولى ضحاياها بدل التصدّي للعدو الحقيقي الذي يستهدفنا جميعاً والذي يتمثل حالياً بمشروع "التجويع" الذي سيطال كل اللبنانيين من دون استثناء مع احتمالات قصوى لفلتان أمني سيضع لبنان على حافة التفكك كنتيجة طبيعية لمشروع تقسيم المنطقة الذي على ما يبدو قد دخل حيّز التنفيذ الجدي".