بينما تتفاقم الأزمة بين الصين والهند في جبال الهمالايا وقد وصلت إلى حد الاشتباكات الفعلي بين الجيشين مما أسفر عن مقتل أكثر من 20 جنديا هنديا، يمكن أن تكون مجموعة صغيرة من الجزر على بعد آلاف الأميال بداية لخلاف عسكري ينتظر تحت الرماد قبل الإنفجار، وفقا لشبكة سي إن إن.

وتدعي كل من طوكيو وبكين أن الجزر غير المأهولة، والمعروفة باسم "سينكاكو" في اليابان و "دياويو" في الصين، أنها حق لها، وهذه الجرز تديرها  اليابان منذ عام 1972، وقد تسببت في صراع بين الدولتين لمئات السنوات.

وتقول "سي إن إن" أن أي تطور غير متوقع في سينكاكو / دياويو قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية بين الصين والولايات المتحدة، لأن الولايات المتحدة تربطها معاهدة دفاع مع اليابان، إذا تعرضت أراضيها لهجوم من قبل قوة أجنبية، حيث تصبح الولايات المتحدة ملزمة بالدفاع عنها، بحكم الاتفاقية.
صحيفة بريطانية: الحرب بين الصين وأميركا قد تبدأ من هذه النقطة
تايوان تنكأ الجرح الصيني.. وبكين تلوح بالحسم العسكري

وزادت المخاوف من مواجهة محتملة الأسبوع الماضي مع إعلان خفر السواحل الياباني عن رصد سفن حكومية صينية في المياه القريبة من جزر سيناكاكو / دياويو كل يوم منذ منتصف نيسان، مسجلاً رقمًا قياسيًا جديدًا لعدد الأيام المتتالية، وبحلول يوم الجمعة، كانت تلك المشاهد قد وصلت إلى 67 يومًا على التوالي.


تصاعد الخلاف

وردا على الوجود الصيني المتزايد، قال يوشيهايد سوغا، كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني: "جزر سينكاكو تحت سيطرتنا وهي بلا شك أراضينا تاريخيا وبموجب القانون الدولي، من الخطير للغاية أن تستمر هذه الأنشطة، سنرد على الجانب الصيني بحزم وهدوء".

وفي بيان صدر يوم الجمعة، رددت وزارة الخارجية الصينية على تصريحات نظيرتها اليابانية: "إن جزيرة دياويو والجزر التابعة لها جزء أصيل من أراضي الصين، ومن حقنا المتأصل القيام بالدوريات وأنشطة إنفاذ القانون في هذه المياه".

كما نشرت صحيفة غلوبال تايمز التابعة للحكومة الصينية، تقاريرا تحمل عناوين "المحافظون اليابانيون يعطلون عودة العلاقات الصينية اليابانية عن طريق تشديد الخلاف على جزر دياويو"، مشيرا إلى أن ذلك يمكن أن يلحق ضررا جسيما بالعلاقات بين اليابان والصين.

وبحسب صحيفة أساهي شينبون اليابانية، فإن مجلس مدينة إيشيغاكي يريد فصل الجزر عن الأجزاء المأهولة بالسكان في جزيرة إيشيغاكي لتبسيط الممارسات الإدارية، ولكن في القرار المعروض على مجلس مدينة إيشيغاكي ، "تؤكد المدينة أن الجزر جزءا من الأراضي اليابانية".

وقال لي هايدونغ، الأستاذ بمعهد العلاقات الدولية بجامعة الشؤون الخارجية الصينية، لصحيفة غلوبال تايمز: "إن تغيير التصنيف الإداري في هذا الوقت يمكن أن يجعل النزاع أكثر تعقيدًا ويجلب المزيد من مخاطر حدوث أزمة"، ومن المتوقع التصويت في ايشيغاكي في اجتماع المجلس يوم الاثنين.

كانت طوكيو أممت الجزر التي كانت مملوكة للقطاع الخاص في 2012، لدرء بيع الجزر، مما أثار احتجاجات ضخمة وغير اعتيادية في الشوارع في جميع أنحاء الصين، وسط موجة من المشاعر القومية.

وتحولت المظاهرات إلى أعمال عنف حيث قام المتظاهرون برشق السفارة اليابانية في بكين، ونهبوا المتاجر والمطاعم وحطموا السيارات اليابانية أيضا.


تاريخ الخلاف
 
وتقول الصين إن ملكيتها للجزر تعود إلى عام 1400، عندما تم استخدامها كنقطة انطلاق للصيادين الصينيين، بينما تقول اليابان إنها لم تر أي أثر للسيطرة الصينية على الجزر في مسح عام 1885، لذلك اعترفت بها رسميًا كأراضي يابانية ذات سيادة في عام 1895.

وفي عام 1932 قامت اليابان ببيع الجزر إلى أحفاد المستوطنين الأصليين، لكن بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت الجزر تحت السيطرة الأميركية حتى عام 1972، كما تدعي تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي، والتي تعتبرها بكين مقاطعة صينية، ملكية الجزر.

يذكر أن الصين أثارت غضب جيرانها خلال الأسابيع الماضية، بعد ما نقلت صواريخها إلى جزر صناعية بنتها بالقرب من تايوان، كما أغرقت قارب صيد فيتنامي، كما تحرشت بسفينة مسح ماليزية، اضافة الى الحادثة في الهمالايا مع الهند.