حذّرت منظمة العفو الدولية، أمس، من أنّ تطبيقات تتبّع المخالطين لاحتواء فيروس كوورنا المستجد التي قامت الكويت والبحرين والنروج بتطويرها هي «من بين الأخطر في ما يتعلق بالخصوصية».

 

ولجأ العديد من الدول إلى تطبيقات عبر الهواتف الذكية المحمولة لتعقّب تحركات الناس والأشخاص الذين يخالطون المصابين بكورونا، ما يسمح للمسؤولين بتنبيه الأشخاص المعرضين لخطر العدوى.


 
 

وقامت منظمة العفو: «بتحليل تقني مفصّل لـ11 تطبيقاً عالمياً»، مشيرة الى أنه أظهر أنّ التطبيقات في البحرين والكويت والنروج تقوم «بالاقتفاء الآني أو شبه الآني لمواقع المستخدمين من خلال التحميل المتكرر لإحداثيات النظام العالمي لتحديد المواقع إلى خادم مركزي».

 

ونقل البيان عن كلادويو غوارنيري، رئيس مختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية، قوله إنّ «البحرين والكويت والنروج استخفّت تماماً بخصوصية الناس باستخدامها أدوات للمراقبة تستبيح هذه الخصوصية إلى أبعد الحدود، وتتجاوز بمراحل ما يمكن تبريره من جهود التصدي لوباء فيروس كوفيد-19».

 

وأعلنت سلطات النروج أمس الأول أنها ستقوم بتعليق تطبيقها بسبب مخاوف متعلقة بالخصوصية.

 

وأعلنت وكالة البيانات النروجية الجمعة أنها ستمنع المعهد النروجي للصحة العامة من التعامل مع البيانات التي تم جمعها عبر التطبيق.

 

وبحسب غوارنيري فإنّ التطبيق النروجي «كان منتهكاً للخصوصية إلى حد بعيد، وكان قرار إعادة تصميم التطبيق هو الصحيح».

 

وأضاف: «نَحضّ الحكومتين البحرينية والكويتية على التوقف فوراً عن استخدام مثل هذه التطبيقات المنتهكة للخصوصية بشكلها الحالي»، موضحاً أنهما تقومان «ببثّ مواقع المستخدمين إلى قاعدة بيانات حكومية بشكل آني، ومن غير المحتمل أن يكون ذلك ضرورياً ومتناسباً في سياق استجابة الصحة العامة».

 

وذكرت منظمة العفو أنّ البحرين ربطت بين التطبيق ومسابقة على برنامج تلفزيوني اسمه «أنت في البيت؟»، وكان البرنامج يختار 10 أرقام عشوائية مرتبطة بالتطبيق يومياً يتصل فيها للتحقق من وجود أصحابها في بيوتهم مقابل جوائز مالية للملتزمين.


 
 

وكانت المشاركة في هذا البرنامج إجبارية في البداية، لحين إضافة خاصية تتيح للمشتركين في التطبيق عدم المشاركة في البرنامج.

 

وتأتي هذه التحذيرات بعد أسابيع من كشف المنظمة لثغرة أمنية في تطبيق تَعقّب المواطنين الالزامي في قطر، ما يجعل معلومات حساسة لأكثر من مليون مستخدم عرضة لخطر الاختراق.

 

وتمّ إصلاح الثغرة بعد وقت قصير من الكشف عنها، وتمكّن القراصنة الالكترونيون من الاستيلاء على أرقام هويات المستخدمين وأماكنهم ووضعهم الصحي.