لم يتأخّر دياب بتلبية طلب المجلس البلدي في طرابلس الإجتماع به. فاستقبل في 1 حزيران الجاري وفداً من المجلس برئاسة رئيس البلدية الدكتور رياض يمق، عرضَ لأوضاع المدينة والمطالب الإنمائية، لجهة الأبنية المتصدّعة، وسوق الخضار، وموضوع المساعدات، في ظلّ الظروف الراهنة الصعبة. ونفّذ دياب وعده بمتابعة تنفيذ هذه المطالب، فترأس بعد 7 أيام اجتماعاً خُصّص للبحث في أوضاع طرابلس، حضره وفد من مجلس بلدية المدينة برئاسة يمق، رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر والأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير. وجرى عرض للمشاريع التي ينفذها مجلس الإنماء والإعمار في طرابلس والعوائق التي تعترض تنفيذها، ووضع المجتمعون جدولاً زمنياً لإنهاء هذه المشاريع في مدة أقصاها 4 أشهر.

 

وتؤكد مصادر مشاركة في الإجتماع أنّه أسفر عن البدء الفوري في استكمال مشاريع كانت متوقفة، وتشير الى انّ الاجتماع الأول كان للتعارف وطلب دياب خلاله تزويده بالمشاريع المتوقفة في «البلد»، فتابعها مع المعنيين وحدّد موعداً لاجتماع ثان. وترى أنّ هذا الإجتماع كان إيجابياً، لأنّه عملي وتوبِعت خلاله كلّ المشاريع العالقة مع المسؤولين عنها. وتعتبر أنّه لو كانت الظروف الراهنة طبيعية لأثمَر الإجتماع نتائج إيجابية إضافية تلقائياً، إذ إنّ دياب نجح في حلحلة المشاريع المتوقفة في طرابلس، من بنى تحتية وأعمال في الأسواق، والتي كانت مرصودة الأموال لها سابقاً، وتوقّف تنفيذها لأسباب عدة، منذ أكثر من 7 شهور.

 

وتشير هذه المصادر الى أن لا معرفة سابقة بدياب قبل الإجتماع الأوّل، وتقول: «لو أنّ هناك استقراراً أمنياً في طرابلس، نعتقد أنّ رئيس الحكومة كان ليتمكّن من إحداث فارق في طرابلس»، مشيرةً الى أنّ «المشاركين في الاجتماع لمسوا أنّ دياب رجل عملي ويبحث ويناقش بطريقة علمية لحلحلة الأمور العالقة، لكن لا نعلم إن كانت الأوضاع الأمنية والسياسية والإقتصادية ستسمح له في العمل، خصوصاً أنّ الدولة أهملت طرابلس منذ عشرات السنوات، وهو إهمال قديم ومنظّم».

 

أظهر دياب للمشاركين في الإجتماع مدى معرفته بوضع طرابلس، ورداً على المطالبة بمشاريع جديدة أو أخرى قديمة أقرّتها حكومات سابقة إلّا أنّها لم تُنفّذ، قال رئيس الحكومة: «لا تكبّروا الحجر». وسأل ما هي المشاريع التي يُمكن حلحلة تنفيذها سريعاً؟ وحين حُدّدت، أجرى المتابعة والإتصالات اللازمة، فـ«مشيت» فوراً.

 

وعند قول بعض الحاضرين لدياب: «نُزكّيك زعيماً لطرابلس»، أجاب: «لا تهمّني الزعامة ولا أسعى إليها، ما يهمّني أنّ المنطقة محرومة والمشاريع متوقفة». في المقابل، تقول جهات سياسية «سنية» معارضة إنّ «دياب يحلم في أن يُشكّل حالة سنية، وهو مثل غالبية المسؤولين يعتبر أنّه بإحداث «خبطة» يجعل الناس تسير خلفه، إلّا أنّ الطروحات التي كانت تسري منذ سنوات أصبحت الآن في عالم الغيب».

 

وتعتبر أنّ «بعد «انتفاضة 17 تشرين» لا يقدر أحد أن يمسك الشارع ولا قدرة لدى دياب على إقناع أحد، بل إنّه الآن يلعب في الوقت الضائع». وترى أنّ «طرابلس في حاجة الى قيادة حكيمة وقادرة في الوقت نفسه على أن تفرض نفسها وأن تحتضن الناس وحاجاتهم، وهذا غير متوافر في هذه اللحظة لا لدى دياب ولا لدى غيره من الزعماء التقليديين حتى».

 

وتؤكد أنّ «الساحة الطرابلسية»، وعلى رغم أنّ همّها الأول الآن هو تأمين لقمة العيش، إلّا أنّ الشعور السني بالغبن لم يغِب عنها»، وستسأل أيّ جهة سياسية قديمة أو جديدة: «كيف واجهت المشروع الفارسي في البلد؟».

 

وإذ تقول مصادر سياسية أخرى في طرابلس: «ليهتم أيّ شخص بالمدينة ويربح في السياسة»، تعتبر أنّ حلحلة بعض المشاريع البسيطة في طرابلس ليس «إنجازاً»، مشيرة الى أنّه سبق أن بُعثت رسالة إلى دياب فور تأليف الحكومة لتعيين مجلس إدارة جديد للمنطقة الاقتصادية في طرابلس، لاستكمال البنى التحتية التي سبق أن رُصدت لها الأموال اللازمة، وهذا المشروع مهم جداً إقتصادياً للمدينة وكفيل بنقلها من حالة الى أخرى، إلّا أن لا جواب حتى الآن و»لا حياة لمن تنادي».

 

لا تفتقد طرابلس الى الزعامات التي تزخر بها تاريخياً، بل إنّ ما تحتاج إليه عاصمة الشمال هو الإنماء ووقف الإهمال المتمادي المقصود، بحسب فاعليات طرابلسية. ويقول وزير طرابلسي سابق: «يُمكن لأيّ سياسي أن يكون زعيماً تاريخياً للمدينة بقليلٍ من الجهد والهِمّة، إذ إنّه يعمل في أرضٍ شبه ميتة حيث أيّ فعل بسيط يُعتبر إنجازاً». في المقابل تعتبر جهات سياسية طرابلسية انّ ثاني أكبر مدينة في لبنان، تَلفظ أيّ خارج عن التوجه العربي أو مُنتَمٍ الى «الحلف الفارسي»، مهما حقّق من مشاريع إنمائية.