لقد مرّ لبنان وفي أكثر من تجربة بظروف أتاحت له وجود حكومتين وهذا ما أراح اللبنانيين ولم يرهقهم وهذا ما قام به روّاد السلطة ومارسوه واعتبروه دواء الداء في الجسم اللبناني لذا ما المانع من عودة ميمونة لوجود حكومتين واحدة مفرد وأخرى مجوز؟
 

طالما أم هناك حكومتان في لبنان واحدة في الشكل وأخرى في المضمون أو واحدة تحت الشمس وأخرى في الظل بحيث أن من يعترض على الحكومة الحالية يقول بشكل واضح أن إدارة الحكومة تتم من قبل رئيس آخر ووزراء آخرين بحيث أن الصوت يعلو من قبل المعترضين بتوصيف الوزير باسيل على أنّه مايسترو الحكومة والبعض يغالي قولاً بتسمية الوزير المذكور كرئيس فعلي للحكومة مع متابعات حثيثة ويومية لآخرين من رتبة وزير التيّار الحر.

 

 

ربما هناك تجني أو تشويه فعلي لحقيقة الحكومة نتيجة خلل عملي في دواليبها اذ ان " بنشرة" هذه الدواليب بشكل دائم جعلها بنظر أكثرية لبنانية فاقدة للدور المناط بها خاصة بعد تدهور الوضع الإقتصادي وفقدان السلع شيئًا فشيئًا وارتفاع أسعارها بجنون عال دون اكتراث عملي من قبل الحكومة التي تكتفي بنشر الغسيل الوسخ لفريق من الحكومات السابقة لها .

 

 

ربما تكون الحكومة حكومة غير متلبسة أو متقنعة وهي راشدة نفسها ولا تأخذ مواقفها في السلب أو الإيجاب من سلات خاصة ومعروفة من قبل أشخاص لا يستطيعون أن يكونوا خارج الحكومة كما هو ديدن كل من تيّار المستقبل الذي يعرقل كي يصل بعد ضياع الفرص والتيّار الحر الذي يدير الأمور تماماً كما كانت تُدار عندما كان رئيسه وزيراً برتبة رئيس حكومة .

إقرأ ايضا : مسلاط بري وردار جنبلاط

 

 

ثمّة تقوّلات كثيرة حول حكومة كورونا وهي متعددة وتشرّح الحكومة وفق مشتهيات كثيرة سواء لمن يقف مع وخلف الحكومة أو لمن يشير بإصبع الإدانة المباشرة للحكومة المتحوكمة حول جهة سياسية هي مسؤولة مباشرة عن تسميتها وتأمين ظروف عيشها واستمرارها رغم وصول لبنان الى نهاياته على ضوء سعر صرف الدولار وما رافق ذلك من مصائب وضعت ما تبقى من اقتصاد خارج الخدمة الفعلية الأمر الذي أدّى الى شعب معدوم وسياسيين أثرياء.

 

 

 طالما أن الحكومة بنظر المعترضين عليها هي حكومة حزب الله أو حكومة التيّار الحر أو حكومة حركة أمل أو حكومة كل هؤلاء مع باقي حلفائهم كونهم هم من جاؤوا بالحكومة الأمر الذي كرّس وجود رئيسين ووزيرين واحد في الشكل وآخر في المضمون أي أن هناك على حد تعبير المعترضين أيضاً حكومتان واحدة تحكم وأخرى تدير .

 

 

من هنا وبحسب هذا المنطق المتوفر عند القاصي والداني من المعترضين وعلى ضوء اعتبار تجربة المفرد والمجوز كتدبير احترازي لحماية المواطنين من مخاطر فيروس كورونا يمكن الإستفادة من هذه التجربة والشروع بخطوة سياسية تريح اللبنانيين من خلال العمل على حكومة مجوز لأن حكومة مفرد قائمة وحاصلة وهي تخدم 4 أيام من الإسبوع الأمر الذي يتيح لحكومة مجوز أن تخدم باقي الأيام وهكذا تتمثل كامل الطبقة السياسية في الحكومتين و يتم بذلك إلغاء منطق العرقلة للعرقلة طالما أن فلان أو علتان خارج الحكومة .

 

 

بمعنى آخر ما الضير من وجود حكومتين واحدة ل8 آذار والثانية لجماعة 14 آذار وتكون واحدة مفرد والأخرى مجوز وهذا ما يصلح الأمور وهذا ما يعيد بناء لبنان وفق تحالفات المفردين والمجوزين فتأتي حكومة المفرد ومعها المحور الذي تعمل معه وتأتي حكومة المجوز بمحورها أيضاً فيصبح هذا نافذاً أيّام المفرد وذلك أيّام المجوز ويعيش اللبنانيون مع من يرتؤن فإن أرادوا محور المفرد عاشوا في ظل حكومته وإن أرادوا محور المجوز دخلوا في أيامه فباعوا واشتروا وتنعموا بنعم أسواقه .

 

 

لقد مرّ لبنان وفي أكثر من تجربة بظروف أتاحت له وجود حكومتين وهذا ما أراح اللبنانيين ولم يرهقهم وهذا ما قام به روّاد السلطة ومارسوه واعتبروه دواء الداء في الجسم اللبناني لذا ما المانع من عودة ميمونة لوجود حكومتين واحدة مفرد وأخرى مجوز؟