أكد الأمين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصرالله​ ان "الحديث عن استقالة ​الحكومة​ أو إسقاطها أقول ليس له أساس من ​الصحة​ وهو من الشائعات، ونحن لم نفكر بشيء من هذا ولم نسمع عنه ولم يعرض أو يقترح أو يناقش، وعندما حصل السبت الماضي بعض الإحتجاجات على ارتفاع سعر صرف الدولار وأعمال العنف في بيروت وطرابلس، حمل البعض الثنائي الشيعي المسؤولية وقال أن الثنائي الشيعي يريد إسقاط الحكومة وقبلها يقولون ان هذه حكومة حزب الله، فهل حزب الله غبي لإسقاط حكومته؟ وهذا دليل حيرة وعبث، والمصلحة أن تستمر الحكومة وأن تبذل ما أمكن من جهود فالواضح لا يتحمل أي تغييرات، ودائما ندعو الى التهدئة والإبتعاد عن الإحتقان، ويجب أن ندعم خطوات التقارب وجمع الشمل مثلما حصل يوم أمس في عين التينة برعاية نبيه بري وحضور القيادات الدرزية بعد الأحداث التي عصفت بالجبل، وأي خطوات مشابهة على أي صعيد أمر مهم جدا وأي مبادرات يجب أن تشجع وأن يعمل على إنجاحها واخراجها من بازار المنافسات".

 

 


وشدد السيد نصرالله على ان "دعوة بعض الأحزاب والهيئات الى التظاهر في 6/6 تحت عنوان نزع سلاح ​المقاومة​ وتنفيذ القرار 1559، وأصل هذه الدعوة وتحميلها لحركة 17 تشرين وثوارها، هو أمر خطأ وغير مناسب وظلم للثورة لسبب بسيط هو أن الكثيرين ممن نزلوا في 17 تشرين لا يؤمنون بهذا الموقف وليس لهم موقف عدائي من المقاومة، والمشكلة الحقيقة هي الوضع الاقتصادي والحياتي وارتفاع سعر صرف الدولار ومشاكل الاستيراد والتصدير، وادخال مطلب الـ1559 على هذا النوع من المطالب له نتائج سلبية لأنه يؤدي الى الإنقسام كما حصل بالفعل، وحصل تحرك فاشل في 6/6 رغم المال والتحريض والرهانات الكبيرة من قبل السفارة الأميركية".

ودعا السيد نصرالله الى الفصل، فمن يريد أن يعبر عن موقف من سلاح المقاومة فاليفعل، ولكن خلطه مع القضايا الشعبية المحقة أمر مرفوض، وللذين يصرون على رفع هذا الشعار أقول يمكن أن تتحدثوا عن هذا الموضوع ليلا نهارا لكن اذا أنتم جديين فالطريقة التي تستخدمونها غير مفيدة، فالسباب والشتائم لن تبدل شيئا وأنتم تحتاجون الى اقناع بيئة المقاومة وجمهورها بالمنطق البدلي، والمقاومة قدمت أمام الشعب ال​لبنان​ي والفلسطيني وفي المنطقة فكرا وطرحا استراتيجاً في الصراع مع العدو الاسرائيلي ويؤدي الى تحرير الأضرار والدفاع عن البلد، وهذا المنطق له أدلته الميدانية والحقيقية، ما هي الخيارات البديلة، الكلام النظري لا يحل مشكلة لذلك يجب أن تقدموا منطقاً، وبالشعارات لن تستطيعوا أن تقنعوا من كان يتعرض للإعتداء يوميا في الجنوب والبقاع الغربي، وهذا الموضوع بالنسبة لجمهور المقاومة عقيدة وثقافة"، موضحاً ان "الإعتداء على الأملاك الخاصة والعامة وعلى الجيش والقوى الأمنية وقطع الطرقات والأخطر عمليات الشتم والسب للرموز وللمقادسات، ونحن قلنا للمتظاهرين اذا أردتم أن تصلوا الى نتيجة لعدم الاعتداء على الأملاك والتصادم مع القوى الأمنية والجيش اجتناب شتم الرموز السياسية والدينية وعدم قطع الطرقات، فخدمة المطالب الاجتماعية والحياتية والضغط على الحكومة لا يحصل بهذه الطريقة، وهذه الوسائل تبعد الناس عن الثوار المتظاهرين وتوجد العداء والبغضاء بين الناس".

وأوضح انه "يجب أن لا نسمح بذهاب بلدنا الى الفوضى والفتنة خصوصا اذا لها طابع مذهبي أو سياسي، ويجب أن نتحمل جميعا مسؤوليته، وطالما الاعلام "فلتان" وكذلك مواقع التواصل والجيوش الإلكترونية لشتم الرموز والقزى السياسية للايقاع فيما بينها، هل يجوز أن نضع بلدنا بين يديد جواسيس وجهلة أم نتصرف بمسؤولية أي نتعاطى مع كل حدث بحدوده الطبيعية، وبطبيعة الحال عندما يساء لرمز اسلامي على القادة المسيحيين أن يأخذوا موقفا وعندنا يساء لرمز مسيحي على القادة المسلمين أن يأخذوا موقفا وبذلك نتفادى المخاطر والسلبيات، وهذه أكثر الأمور حساسية من الاعتداء على الأملاك الخاصة والعامة لأن الشرخ يكون في كل بيت وضمائر وعقول ويؤسس لفتنة ولا يجوز التسامح معه، وللأسف موضوع الشتم سيتكرر لأن هذا هو الواقع الحالي الذي نعيشه".

 

 

وبيّن السيد نصرالله ان "أحداث العنف الأخيرة خصوصا يوم السبت الماضي في بيروت وطرابلس هي أحداث مدانة بكل المعايير، وللأسف الشديد عندما حصلت هذه الأحداث نتيجة الإشاعات عن سعر الدولار ومنذ تلك الليلة الى اليوم من الذي نزل من الذي حرق ودمر وخرب؟ ويقال هم الشيعة الذين أتوا من الضاحية، هم جماعة الثنائي الشيعي، وقيادة حزب الله وأمل أرسلوا الشباب للشغط على الحكومة واسقاط دياب وسلامة وهذا موضوع ممنهج ومدبر، وهنا أقول: في نفس الليلة حصلت أحداث مشابهة في طرابلس، فهل الشيعة ذهبوا الى طرابلس؟ والذين قاموا بالأحداث أطالب رسميا الأجهزة الأمنية والقضائية بإستدعائهم الى التحقيق والإعلان عن هويتهم، أما هذا المستوى من الظلم والتزوير الاعلام المتبع ومحاولة تحميل الشيعة كطائفة والضاحية مسؤولية الأحداث التي حصلت تجنٍ غير مقبول ومرفوض ومدان ويجب أن نبحث عن خلفيات هذه الحملة، ونتيجة ما حصل يومي السبت والأحد اتفقنا مع أخواننا في حركة أمل أن ننزل الى الشارع ونضبط ونمنع، وقمنا بعملية تواصل واسعة في الضاحية بحثا عن الدراجات النارية والشباب لأننا لا نريد لشارع أن يفلت على آخر، وبعض وسائل الاعلام والجهات السياسية تحدثت عن الأمن الذاتي، ومن أجل لا تحصل فتنة مذهبية أو طائفية وسياسية وأن لا يعاد إحياء خطوك تماس سنفعل أي شيء".

 

 

ولفت نصرالله الى انه "في الضاحية يعيش ما يقارب مليون انسان في بقعة صغيرة، وهناك سنة مسيحين سوريين فلسطيين ولكن ضمن أغلبية شيعية، ولا يمكن التعاطي أنه اذا خرج أحد من الضاحية فذلك يعني حزب الله وأمل، لأن هذا تجني ولا يجوز ولا منطق له، وهذا الأمر بحاجة الى علاج ونحن لا نقدم أنفسنا أننا مسؤولين عن أي صوت يصدر، وهناك أناس ليسوا مقتنعين بأمل وحزب الله فهل يجوز تحميل ذلك للطائفة بكاملها؟ وهذا غير جائز على الإطلاق، وبالنسبة مستوى الغبش والدناءة والإنحطاط في توجيه الإتهامات، على الدولة والقضاء تحمل كامل مسؤولياتهم، وبالمجمل أدعو الى الهدوء وضبط الإعلام ووسائل التواصل ضمن الأطر القانونية ومسؤولية القيادات السياسية والدينية ووسائل الاعلام".

 

 

وعن العنوان الإقتصادي والمالي أوضح ان "الذي حصل في الأيام الماضية له علاقة بارتفاع سعر الدولار وهبوط قيمة الليرة وانعاكاسات هذا الامر على البلد، على الاستيراد والتصدير، وتوفر السلع، وافلاس الشركات، وتسريح عمال، وانعاكاسات نفسية واجتماعية، وهذا اليوم تحد ويجب على الحكومة والمسؤولين والشعب أن يتعاونوا للبحث عن ايجاد علاج، والمسألة الأساسية في ارتفاع الدولار هو قانون العرض والطلب مثل أي سلعة، كثرة الطلب لا حل له وذلك بسبب الدولة التي حصلت للاقتصاد اللبناني، المشكلة هي بقلة العرض، لماذا الدولار قليل في السوق؟.

 

 

وتوجه السيد نصرالله بالتعزية الى "جميع المسلمين في ذكرى إستشهاد الإمام جعفر الصادق، الا وهو حفيد رسول الله وهو معروف أنه أستاذ العلماء وقد تخرج من منبره ومدرسته الآلاف من العلماء، وثانياً من الواجب في أول حديث تلفزيوني بتجديد التعزية لعائلة الأخ الراحل الدكتور ​رمضان شلح​، ولا بد من التوقف عند هذه الشخصية القيادية الفكرية المهمة، ولو كانت الظروف الصحية تساعد لكان من حقه علينا أن نقيم له في لبنان إحتفالا تأبينيا لائقا بقامته وتاريخه وموقعه، وشلح بالنسبة لحركة الجهاد وللفلسطينيين كان قائدا حكيما ومجاهدا عظيما، بالنسبة لنا كان أخا وصديقا وفيا وعزيزا، وأشعر بالفقد الشخصي فنحن على علاقة قديمة وتجمعنا العديد من الامور المشتركة وكان لنا لقاءات كثيرة وأعرفه عن قرب وما شهدته من خلال العلاقة والتواصل في الأيام الصعبة في كل الظروف التي عشنا بها، وكان انساناً مخلصا صادقا للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، ومؤمنا بالمقاومة الى أبعد الحدود، وكانت أولويته المطلقة كانت المقاومة والجهاد، وهو كان قائدا وكل صفات ​القيادة​ متوفرة فيه، وكان شخصية فكرية وحريص على العلاقة بين الفصائل ولم تحكمه العلاقة الحزبية، ​حريصا​ على الوحدة الوطنية الفلسطينية".