تنادوا للإجتماع في قصر بعبدا في السادس والعشرين من الشهر الجاري، المدعُوّون هم رؤساء الجمهورية السابقين والحكومة السابقين، مع الرؤساء الحاليّين ورؤساء الكتل السياسية والنيابية، الذين ساهموا في إفقار البلد وتبديد موارده، تنادوا لإيجاد الحلول الناجعة لحلّ الأزمات المُستعصية.
 

هكذا إذن، من فوق ركام الأزمات الاقتصادية والمالية والسياسية والمعيشية والحياتية، يتنادى من أمعنوا في نهب مال هذا الشعب اللبناني " العظيم"، من دمّروا دولته وألحقوهُ بمحور إيران وأحلامها التّوسُّعيّة في المنطقة العربية، من دمّروا النظام المصرفي والنظام  التعليمي والنظام الإستشفائي، من نشروا الفساد والاستبداد ودمّروا المؤسسات الشرعية لتحيا المؤسسات غير الشرعية منها، من أزالوا هيبة الدولة والحُكم، وأسلموها لحزب الله الذي بات صاحب الأمر والنّهي، تنادوا للإجتماع في قصر بعبدا في السادس والعشرين من الشهر الجاري، المدعُوّون هم رؤساء الجمهورية السابقين والحكومة السابقين، مع الرؤساء الحاليّين ورؤساء الكتل السياسية والنيابية، الذين ساهموا في إفقار البلد وتبديد موارده، تنادوا لإيجاد الحلول الناجعة لحلّ الأزمات المُستعصية، وكأنّ الشاعر أبو نواس كان ينطق بلسان حال اللبنانيين عندما قال:

إقرأ أيضا : مصرف لبنان المركزي آخر سدٍّ بوجه ابتلاع حزب الله للدّولة

 

وداوني بالتي كانت هي الدّاءُ.

قال الأصمعي: كنتُ بالبادية، فرأيتُ امرأةً تبكي عند قبرٍ وتقول:

فمن للسُّؤال ومن للنّوال 

ومن للمقالِ ومن للخُطبْ

ومن للحُماةِ ومن للكُماةِ

إذا ما الكُماةُ جثوا للرُّكَبْ

إذا قيل مات أبو مالكٍ

فتى المكرُمات قريعُ النُّوب.

قال: فمِلتُ إليها فقلتُ: من هذا الذي مات وأمات بموته خَلْقاً؟ قالت: ألا تعرفُه؟ قلتُ لا، فقالت: هو أبو مالك الحجّام خَتَنُ أبي منصور الحائك، فقلتُ: عليك لعنة الله، ما ظننتُ إلاّ أنّه سيّدٌ من السادات.