فإذا كان يعتقد هذا المجنون (ترامب) بأن تجويع الناس سوف يحثّ حكامنا ومسؤولينا على اتخاذ ولو خطوة صغيرة إلى الخلف فإنه واهم واهم واهم،، فالموت لشعوبنا عادة، وكرامتهم من الله عبادتنا والسلام.
 

قبل الدخول بالحديث عن انعاكاسات ما يعرف بقانون قيصر الذي أقره الكونغرس الاميركي والذي سوف يدخل حيز التطبيق ابتداء من الغد (17 حزيران)، لا بد من الإشارة التي قد يجهلها كثيرون بأن تسمية هذا القانون مشتقة من الإسم الوهمي للمصور العسكري المنشق عن نظام الاسد عام 2014 "قيصر"، والذي استطاع تسريب 55 الف صورة لمعتقلين في سجون الأسد، قتل منهم 11 الفا، فيما تعرض الآخرون لأبشع أنواع التعذيب والتنكيل والتجويع وأبشع صنوف الهتك لحقوق الانسان.

 

هذه الصور الفظيعة والمأساوية التي شاهدها العالم أجمع، وأبكت كل ذي لبّ وكلّ من يحمل ذرة شرف إنساني  بعد أن أكدت صحتها أحدث المختبرات الدولية، فكان من الأولى أن يهتزّ ضمير كل من يساهم أو حتى يفكر بدعم وتأييد هكذا نظام، بالخصوص عند من يدّعون أنهم ينتمون إلى فكر علي بن أبي طالب وشيعته، وأن تشكّل هذه الصور الفظيعة التي تخطّت بإجرامها كل فظائع العدو الاسرائيلي وحتى فظائع الإرهاب الداعشي نفسه، صدمة عند قيادة حزب الله والمبادرة فورا إلى التراجع عن هذا الذنب العظيم في دعم هكذا نظام مجرم.

 

 نرانا نكتب بعد كل هذا عن كيفية مواجه الحزب لهذا القانون ! بما يعني أن الحديث عن أي إحساس بالذنب هو بحكم المنتفي بكل أسف وهذا بحد ذاته يعتبر إمعانا بالإثم والعدوان والبغي.

 

اقرا ايضا : مشكلة العقل الاسلامي بين مايو عربصاليم ومقتل جورج فلويد

 

 
طبعا لا بد من الإشارة أيضا، إلى أن الإدارة الأميركية هي الأخرى ليست أقلّ عدوانية، ولا هي بموقع الحريص على حقوق الانسان عند الشعوب الأخرى إلا أن هذا لا يمنع من أنها تتخذ من عنوان "حقوق الانسان" والوقوف بوجه "جرائم الحرب" منصة لتحقيق مصالحها إذا ما تقاطعت، مع ملاحظة ترك الباب مفتوحا حتى للتفاوض مع المجرمين كما هو الحال بالبنود المتضمنة لنفس هذا القانون.


 
بالعودة إلى ما هو متوقع من حزب الله وكيفية مواجهة تبعات هذا القانون، فمن المؤكد أن الحزب "المنتصر" على الدوام، والجاهز "لإخراج" القوات الاميركية من المنطقة، ومن موقعه "كقوى إقليمية أو حتى دولية"، ولأنه يؤمن بأن الله سبحانه وتعالى سوف يُخرج لهم ترامب من البيت الابيض في الانتخابات القادمة (كرمى لعيون المحور)، ولأن هذا الحزب يعتبر أنه في حال انهزم "لا سمح الله" فإن الله لن يعبد في الأرض من بعده، ولأن الإمام المهدي (ع) لن يقيم الصلاة بالقدس قبل وصول السيد حسن القادم على الطريق، ولأن جمهور وبيئة "المقاومة" جمهور يعتبر أن الجوع والصوم والفقر والشحار ما هي ابتلاءات من الله سبحانه وتعالى وهو موطّن نفسه لكل هذه "العبادات" للتقرب الى الله.
 


بسبب كل هذا وغيره ومثلها الكثير، فإن الحزب سيعتبر هذا القانون وغيره من العقوبات بأنها لا تساوي الحبر الذي كتبت فيه!!، وان ترامب المجنون يجب أن يتعلم أن الحزب ومعه بشار (بكل جرائمه) والمحور من خلفهما لن يتزحزح قيد أنملة!!، وأن حماية بشار (بكل جرائمة) سيزداد وسيكون أولوية الأولويات في المرحلة القادمة ولن يثنيه عن ذلك لا قيصر ولا مليون قيصر!! 

 

طبعا كل هذا سوف يستتبع بحملة دعائية ( قدتبدأ اليوم مع إطلالة السيد مساء)، بأن العقوبات المتوقعة ستطال كل اللبنانيين وليس الحزب فقط، مما يعني أن على "الدولة" رئيسا وحكومة ومجلس نيابي "أن يكونوا على قدر المسؤولية والتحدي وأن لا يخضعوا للإملاءات الاميركية التي لا تصب إلا في مصلحة العدو الاسرائيلي، مع تذكير ترامب المجنون أن العقوبات على الدول لا تصيب إلا الشعوب المسكينة تماما كما كانت هذه العقوبات على الشعب العراقي أثناء الحصار والذي استمر صدام حسين خلاله يعيش في قصوره المذهّبة فيما أطفال العراق وشعبه يموت على الطرقات!! وكذلك الحال الآن فإن المتضرر لن يكون إلا الشعب السوري والشعب اللبناني فيما "صدّاموه" سيكونون بقصورهم، فإذا كان يعتقد هذا المجنون (ترامب) بأن تجويع الناس سوف يحثّ حكامنا ومسؤولينا على اتخاذ ولو خطوة صغيرة  إلى الخلف فإنه واهم واهم واهم،، فالموت لشعوبنا عادة، وكرامتهم من الله عبادتنا والسلام.