يبقى الرد الفعلي بيد المجموعات اللبنانية التي يجب ان تكون جاهزة بسلميتها لمتابعة المسيرة التي انطلقت بوجه الطبقة الفاسدة تحت شعار كلن يعني كلن .
 
لم تمضي ايام معدودة على تظاهرات 6 حزيران حتى تفاجئنا مجددا بمظاهرات كبيرة حصلت بتاريخ 11 حزيران  وكانت مظاهرات التباسيه بطبيعتيها ودوافعها وشعاراتها لكونها كانت تحتوي مضمونا مختلف عن التظاهرات الكبيرة التي عاشها الشعب اللبناني طوال فترة التظاهرات السلمية السابقة التي انطلقت منذ 17 تشرين حيث شكلت مظاهرات حضارية مطلبية  بكل معنى للكلمة .
 
 
لم ينتهي اليوم التالي 12 حزيران حيث احتلت الساحات بالقوة مجددا دون شعارات تطلق في التظاهر ، وانما ساد التظاهر نوع من الهرج والمرج التي تجسدت بالتكسير والحرق للإمكان والمتاجر والمحلات التي كانت في صلب نقاط التظاهر السابقة الجميع تفاجئ بالطريقة الجديدة التي كانت تستخدم فيه الساحات الاعتراضية التي باتت تستخدم ضد الثورة نفسها.  
 
 
وهنا نلاحظ بان الانقضاض على الثورة انتظرت الحكومة التي قامت بالتعينات الادارية وبالأخص تعيين نواب اربعة لحاكم مصرف لبنان وبعدها جاءت الثورة التي توجهت نحو المصرف وضد الحاكم والتي حاولت تحميله مجددا الازمة الاقتصادية وانهيار الصرف متناسية بانها هي التي مارست هذه الازمة الاقتصادية من خلال التهريب الواضح باتجاه سورية التي تحاول القوى الجديدة وفي طليعتها حزب الله من الالتفاف على العقوبات الاقتصادية واستخدام الصيارفة في التلاعب في سعر الدولار. 
 
 
ليلة القبض على الساحات وتحديدا في بيروت العاصمة ، وطرابلس وربما طرابلس تنتفض نتيجة الفقر والجوع بحق لكن دخول المرتزقة يقضي على التوجه السلمي ويدخل المنتفضين في اجندته المنوي تنفيذها في المدينتين واسقاط الثورة والانتفاضة الشعبية  بعكس باقي المناطق التي يمكن السيطرة عليها واحتواء الثورة وركوب حركة الشعب المنتفض والمعترض على السياسات الاقتصادية والمالية ، بعد احساس الحزب بان المناطق الشيعية باتت تتفلت من يده والجوع كافر يهاجم الجميع فكان الالتفاف السريع على الحراك والدخول اليه والسيطرة على زمام المبادرة لتقيد الساحات  بالدرجة الاولى بعد خروج المظاهرات في 6 حزيران .
 
 
من هنا نرى بان قوى السلطة تتنافس على مصادرة الثورة والحركة الشعبية وتقاسمها فيما بينها ، ومن الواضح ان تسارع انهيار العملة الوطنية ووصولها الى ارقام خيالية ومرشحة للمزيد  لقد اتى ذلك وفقا لأمور عدة :
 
 
 
 
 
1- الخوف من  اعادة التظاهر الشعبي : يفسر ذلك كيف كانت ردة فعل قوى السلطة مع حراك 6 حزيران من خلال حملة التهويل المنظمة والتخوين المباشر  التي طالت المنتفضين واستغلال الحراك وتشويهه بغض النظر عن وجود شعارات مشبوهة كما تدعي السلطة بانها موجهة ضد حزب الله والتي استخدمت ذريعة عكسية لقمع الانتفاضة 
 
 
2- انجاز التعيينات الادارية التي تعلقت بنواب الحاكم لإعاقة مهمات الحاكم بشكل عام وتحديدا بالمفاوضات مع صندوق النقد الدولي التي حملت مطالب امريكية شديدة اللهجة 
 
 
3- النقطة المتعلقة بتنفيذ قانون قيصر الامريكي الذي يعرقل تحرك الحزب وحلفاء النظام السوري ويضيق تحركهم بشكل كامل من خلال اعاقة الحركة السياسية والاقتصادية والمالية والاعلامية والدبلوماسية المتعاملة مع النظام السوري .
 
 
كل هذا قطع الطريق امام الدعوات السلمية وخاصة التي كان ينوي المتظاهرون الرد بها على الممارسات التي قام بها الافراد والمجموعات المتطرفة التي تحجب الاضواء على طبيعة الازمة والدخول في اعمال تخريبية تهدد السلم الاهلي وتشد العصب الطائفي وتعيدنا الى مربع الازمة الاول بعد اغتيال الشهيد رفيق الحريري عام 2005.
 
 
من هنا كان الخوف الذي بات يسيطر على الحزب من خلال الازمة الداخلية بظل اندلاع الشرارة الكبيرة القادمة من خلال قانون قيصر  والتوصية التي رفعت من الحزب الجمهوري للكونغرس الامريكي بتشديد العقوبات ، فكانت الانتفاضة العكسية من اجل طرح عدة سيناريوهات يتحكم بها حزب الله وهي :
 
 
-السيطرة على الانتفاضة من خلال منعها من الاستمرار وشيطنتها بهذه الطريقة التي يمارسها  الثوار الجدد الذين اتوا غب الطلب .
 
 
-التهديد من خلال نشر الفوضى بحال تمت العقوبات المقترحة من قبل الادارة الامريكية او الشروع بقانون قيصر .
 
 
يحاول الحزب وحلفاءه السيطرة على المصرف المركزي من خلال الضغط او اقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لتولي مكانه النائب الاول وهو حليف حزب الله المعين حديثاً بعد فراغ لأكثر من سنة ونصف.
 
 
بحال لم يتمكن من تنفيذ مطالبه يذهب بالأخير  للنقطة الاخرى وهي  اقالة الحكومة التي ادت دورها بسلام لكي يخرج من التزاماته امام مفاوضات صندوق النقد الدولي  وعدم الخروج باي حل للازمة الاقتصادية العاصفة بلبنان.
من ناحية اخرى يحاول الحزب التمرد على قانون قيصر بإبقاء الحكومة حكومة تصريف اعمال غير قادرة على النظر باي اتفاق او اتخاذ اي قرار.
 
 
الحزب لا يريد اسقاط الحكومة كما يبدو انما يريد اجهاض الانتفاضة وتوجيه المشكلة نحو مصرف لبنان فالحكومة اعجز من ان تقدم حلول ، فالتخريب في الشارع يعني لا ثورة في وجه الحكومة بل تعويمها وخاصة بان رئيسها يجاهر بضرورة اسقاط رياض سلامة التي تلتقي معه الوزيرة عكر داخل جلسات الحكومة 
 
لذلك بات الحزب امام ازمة فعلية يحاول من خلالها تسجيل انتصار معنوي  يحاول من خلاله القول بانه هو الثورة وهو الساحات وهو المعارضة وهو الحكومة وهو النظام .
 
 
فالحزب يعلم جيدا بان قرار قيصر يخنق لبنان بكل معنى الكلمة  لان الحزب مصر على دعم نظام الاسد من خلال مفاهيم تكمن بان سقوط سوريا ممنوع  بسبب ما قدمته ايران للنظام السوري من خدمات فالتالي سقوط النظام السوري الذي بات يهوى امام العقوبات الاقتصادية الذي ربط نفسه بالخاصرة اللبنانية لكي يتنفس منها للالتفاف على العقوبات ،فبتنا امام خبر واضح انقاذ النظام السوري على حساب الدولة اللبنانية ، فالورطة ضخمة والازمة عميقة والجميع لا يريد مساعدة لبنان بظل حكومته ونظامه الموالي للحزب والمعادي للجميع 
 
 
الحزب ينتظر  مفاجأة يحاول الفرنسي تقديمها بتأخير قانون قيصر من خلال تفاوض قد يحدث بين الفرنسي والامريكي ، لكن كما يبدو بان الفرنسي لن ينجح باي تقدم في محادثته مع الامريكي لان ترامب  اخذ قراره النهائي باتجاه لبنان وشعبه من خلال شعار الجوع او ايران . 
 
 
ولكن يبقى الرد الفعلي بيد المجموعات اللبنانية التي يجب ان تكون جاهزة بسلميتها لمتابعة المسيرة التي انطلقت بوجه الطبقة الفاسدة تحت شعار كلن يعني كلن .