الحارس الثاني لنظام المحاصصة هو التيار الوطني الحرّ وأن الآخرين مجرد شهود على القسمة السياسية القائمة ما بين القوى القوية في الحكم وهذا ما دفع الى شحُنات طائفية مهددة بزعزعة الأمن ما دام حزباً طائفياً يحكم البلاد والعباد وهذا ما استغل لصالح بذل المزيد من العقوبات على اللبنانيين للي ذراع القوّة وإغراق لبنان بفقر مدقع يطال أكثر اللبنانيين ويضعهم تحت خط الفقر بأمتار .
 

عُرف رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط بأنه صاحب رادر قوي يلتقط عن بُعد إشارات الولايات المتحدة بعد أن جمعته صداقات خاصة مع دبلوماسيين أميركيين وفي مقدمتهم فلتمن الذي أوقع صديقه أكثر من مرة في فخ الوعود المتعددة لبنانياً وسورياً ورغم اعتراف جنبلاط بخزلان واشنطن له ولحلفائها اللبنانيين إلاّ انه مازال يحافظ على الصداقة الأمريكية وعلى صداقات عربية كان رادره مختصاً بالتقاط اشارات المملكة العربية تحديداً نتيجة اهتمامها البالغ بلبنان .

 

 

لم تكن تجربة رادار وليد جنبلاط جيدة بالقدر الذي ورطته بإشارات مغلوطة دفع أثمانها جنبلاط غالياً مع فريقه من جماعة 14 آذار المأسوف على شعاراته لهذا ضعُف جنبلاط ولم يعد يحظى بالإهتمام الذي عليه عندما كان راداره شغالاً جيداً ويلتقط اشارات عربية و إقليمية ودولية بشكل مطابق لكثير من الواقع وهذا ما أبعده عن المشهد السياسي بعد أن خسر في السياسة ولم تعد تسعفه تنقلاته السريعة بين الحلفاء والخصوم .

 

إقرأ ايضا : حكومة ال6000

 

مازال رادار وليد جنبلاط يعمل باتجاه واحد في الساحة اللبنانية وهو اتجاه الرئيس بري حليفه الثابت في السرّاء وفي الضرّاء رغم ما بينهما من سيول حمراء في أكثر من حرب جرت بينهما ومن مواقف سلبية باعدت بينهما لفترات خاصة عندما خانه الرادار وقرر مع المستقبل والقوّات حذف نبيه بري من رئاسة المجلس من قبل الإتفاق الرباعي وبعيد رفض حزب الله لقرار الثلاثي بجعل رئاسة المجلس للحزب لا لحركة أمل طالما أن النظام السوري فقد وصايته بعد انسحابه من لبنان .

 

 

بقي مسلاط الرئيس نبيه بري وحده الشغال في العتمة السياسية وهو ما أضاء الطريق للطبقة السياسية كي تقشع خطواتها في الوصول الى السلطة بواسطة تحالفات بين مكونات متخاصمة تحبيذاً منه لبقاء المستقبل والتقدمي والقوات شركاء فعليين في السلطة كي يوازن ما بين نفوذين داخليين وخارجيين حتى لا تستفرد جهة داخلية بالسلطة وهذا ما يفرض وصاية خارجية جديدة على لبنان وهذا ما سيعطل من طبيعة التوازن الطائفي وهذا ما سيلغي من اهتمام العرب بلبنان الأمر الذي يفقده إحدى أهم داعميه مالياً وهذا ما سيجعل لبنان خارج الإهتمام العربي مما يعني ترك لبنان في مهب رياح عاتية .

 

 

ثمّة من كسّر زجاج مسلاط بري الأمر الذي أدّى الى ما اهتجس منه بري وتم الوقوع في المحظور فكانت حكومة حسان دياب خياراً ضارباً بعرض الحائط الشروط الجديدة لقيام حكومة فعلية تمسك بزمام الأمور كي تواجه الأزمات المتراكمة وتلبي الكثير من شعارات الثورة ولكن طغيان منطق القوة على منطق العقل واستمرار اللعب بالسلطة كدمية للوزراء خلق هوة داخلية داخل البُنى الطائفية وهذا ما أشعر طوائف كثيرة بأنها مستلحقة بقوتين طائفتين ممسكتين بزمام الأمور فاتضح أن الحارس الجديد للنظام السياسي هو الثنائي الشيعي وأن الحارس الثاني لنظام المحاصصة هو التيار الوطني الحرّ وأن الآخرين مجرد شهود على القسمة السياسية القائمة ما بين القوى القوية في الحكم وهذا ما دفع الى شحُنات طائفية مهددة بزعزعة الأمن ما دام حزباً طائفياً يحكم البلاد والعباد وهذا ما استغل لصالح بذل المزيد من العقوبات على اللبنانيين للي ذراع القوّة وإغراق لبنان بفقر مدقع يطال أكثر اللبنانيين ويضعهم تحت خط الفقر بأمتار .