اليوم كما بالأمس، ومنذ انطلاقة الثورة الشعبية في السابع عشر من تشرين الأول عام ٢٠١٩، كلما تقدّمت هذه الإنتفاضة خطواتٍ إلى الأمام، تحضر موتوسيكلات الخندق الغميق والضاحية الجنوبية، إمّا للضّرب والتّكسير وحرق الخِيم، أو افتعال المشاكل مع المتظاهرين ومع قوى الأمن الداخلي والجيش.
 

عندما حميَ وطيس المعركة في صفّين بين جيشَي الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ووالي الشام معاوية بن أبى سفيان، وشارف جيش الشام على الهزيمة والاندحار، وبدأ معاوية بالتّهيؤ للركوب وإخلاء ساحة المعركة، بادرهُ عمرو بن العاص( الداهية الموصوف) باقتراحٍ ومكيدة كان قد أعدّ لها مُسبقاً: رفعُ المصاحف القرآنية وطلب وقف القتال، وهكذا كان، رُفعت المصاحف على الأسنّة( وقدّر بعض المؤرخين عددها بخمسماية)، فدبّ الإضطراب، ووقعت البلبلة في صفوف جيش العراق، وانقسم قادةُ جيش عليٍّ حول قبول مبادرة وقف القتال أو استمراره.

 

 

 وكان عليٌّ من أشدّ الرافضين لخُدعة ابن العاص، إلاّ أنّ بعض القادة قالوا: إنّ القوم يدعوننا للإحتكام للقرآن الكريم، فكيف لنا أن نرفض؟ وهكذا أفلحت خدعة ابن العاص،  ورضخ عليٌّ لمبدأ التّحكيم، وخسر المعركة وخسر التّحكيم.

 

إقرأ أيضا : دولة الرئيس الحريري: هزُلت منذ العودة عن استقالتكم في السعودية

 

 

اليوم كما بالأمس، ومنذ انطلاقة الثورة الشعبية في السابع عشر من تشرين الأول عام ٢٠١٩، كلما تقدّمت هذه الإنتفاضة خطواتٍ إلى الأمام، تحضر موتوسيكلات الخندق الغميق والضاحية الجنوبية، إمّا للضّرب والتّكسير وحرق الخِيم، أو افتعال المشاكل مع المتظاهرين ومع قوى الأمن الداخلي والجيش، لنزع الطابع السلمي للإنتفاضة، وآخر المطاف بالأمس وضع الأقنعة والظهور بمظهر ثوار الإنتفاضة الشعبية، ورفع شعاراتها ومطالبها وتزييفها وحرفها عن أهدافها وأمانيها الحقيقيّة.

 

 

فاز معاوية بن أبي سفيان بالخلافة وحُطام الدنيا، وفاز عليٌّ بحُسن السّيرة ومكارم الأخلاق، والعاقبة للمتّقين.