ما شهده لبنان اليوم في السياسة دليل واضح على هذا الفشل فلم تجر الرياح بما تشتهي سفن الحزب، بقي الحاكم وبقيت الحكومة وبقي حزب الله الحلقة الاضعف وتاريخ 17 حزيران ليس ببعيد.
 

تشهد الساحة اللبنانية المزيد من التطورات الاقتصادية والاجتماعية، وما حصل خلال اليومين الماضيين لم يكن وليد صدفة الدولار الاميركي ولم يكن عفويا بقدر ما هو بفعل فاعل أراد أن يكون المشهد ما هو عليه أمس واليوم والآن.
يستبق حزب الله تداعيات قانون قيصر الذي يدخل حيز التنفيذ خلال أيام وفيه ما فيه من تشديد الخناق على الحزب وحلفائه وفيه ما فيه أيضا من تشديد الخناق على امتداه السوري فضلا عن الواقع اللبناني الذي بات خارج السيطرة وبات الحزب ضعيفا لا حول له ولا قوة، فاتخذ من الشارع ساحة لتسجيل المواقف وتوجيه الرسائل وتصفية الحسابات مستغلا الوضع المعيشي المتردي ومستغلا بوقاحة فائقة معاناة الناس وجوعهم ووجعهم نتيجة  الإنهيار غير المسبوق الذي لم يكن ليحصل لولا رعايته وحمايته لكل المتورطين والمسؤولين عن هذا الانهيار على رأسهم أهم حلفائه.

 

 

أراد حزب الله أن يكون المشهد في الشارع لتمرير المزيد من الصفقات وليكون المشهد مناسبا أكثر للإنقلاب على حكومته وحلفائه في هذه الحكومة، الحكومة التي أرادها للتحدي لكنها لم تكن على مستوى التحدي وقد فشلت في استقطاب الداخل والخارج وأغلقت منافذ المساعدات عن لبنان حتى إشعار آخر فكان الحزب مع هذه الحكومة من فشل الى فشل  حيث فقد لبنان بتكليف دياب اي  تضامن عربي أو دولي كما فقد الحزب إحدى أهم أوراقه في الساحة السنية وبات مع أزماته المتراكمة بحاجة إلى استعادة هذه الساحة الذي يشكل اليوم الرئيس سعد الحريري أحد رموزها   فأعدّ خطة الانقلاب المتهور بإعادة الحريري   فأخرج صبيانه إلى الساحات في وسط بيروت لتعيث خرابا وفساد واعتداء على الممتلكات العامة في مشاهد لم تشبه ثورة 17 تشرين التي استنكرت ما يحصل من اعتداءات بربرية على محلات وممتلكات وأرزاق الناس. 

 

 

هذا الإنقلاب لم يحقق أهدافه بعد بالرغم من هندسة التفاصيل مع الرئيس سعد الحريري وبالرغم من استمرار فصوله في الشارع إلا أن ما حصل اليوم من انعقاد سلس لجلسة مجلس الوزراء وما حصل على هامشها وقبلها وبعدها من لقاءات وتفاهمات أدت إلى وضع حد لتدهور سعر صرف الليرة من جهة وإلى وضع حد لطموحات حزب الله بالانقلاب على حسان دياب من جهة ثانية، وبالتالي فشل محاولات الحزب للهروب إلى الأمام من الحكومة خصوصا، وتداعيات الازمة الاقتصادية والمالية عموما. 

 

 

حزب الله اليوم أمام طريق مسدود وكل خيارات الابتزاز والاستغلال السياسي أصبحت شبه معدومة وساحته اللبنانية التي كان يراهن عليها أصبحت مكشوفة وبالتالي كشف عن نفسه أكثر بأنه أخذ لبنان المكان غير الصحيح وإلى الخيارات التي لم تكن في مصلحة البلد وها نحن ندفع الثمن بالمزيد من التدهور والآتي سيكون أعظم وأقسى، فلم يستطع الحزب أو أنه لا يريد الفصل بين مصالحه الخاصة وأجنداته الخارجية وبين مصالح لبنان واللبنانيين واستمر بالمكابرة والاستعلاء حد الانتحار وفشل وما زال يفشل.

 

 

ما شهده لبنان اليوم في السياسة دليل واضح على هذا الفشل فلم تجر الرياح بما تشتهي سفن الحزب، بقي الحاكم وبقيت الحكومة وبقي حزب الله الحلقة الاضعف وتاريخ 17 حزيران ليس ببعيد.