بالأمس خرج الشيخ ياسر عودة صارخاً في وجه الثنائية الشيعية: كفى تلاعُباً ونِفاقاً ومُتاجرةً بكرامة الطائفة الشيعية وأرزاق أبنائها.
 

أطلق بالأمس الشيخ ياسر عودة صرخة حقٍّ في وجه الثنائية الشيعية، وإن بشكلٍ غير مباشر، فهذه الدّهماء التي تخرج من جحور هذه الثنائية حاملةً شعاراتٍ فتنوية، طائفية أو مذهبية لا فرق، وذلك منذ حوالي ثمانية أشهر( أي منذ انطلاقة الثورة الشعبية في السابع عشر من تشرين الأول عام ٢٠١٩).

 

 

ما زالت تدأب على إطلاق  هُتافاتٍ مُوجّهة ومُبرمجة من أجهزة هذه الثنائية، سواء منها المُتغطّية باللباس الرسمي، أو تلك المُغطّاة بلباس وسلاح الميليشيات، والحُجّة الواهية المرفوعة على الدوام هي الحفاظ على "المقاومة" وعلى سلاحها " المُقدّس"، وأمام هذه الحُجّة تتعامى هذه المجموعات وتتغافل عن حال الفقر والبطالة والجوع والحرمان والإذلال، والإنهيارات المالية والاقتصادية الحرجة، والتي تطالها قبل غيرها،   فلا تجد خصماً وعدُوّاً لها سوى هؤلاء المُنتفضين الثُوّار، الذين يجب قمعهم وضربهم وشتمهم وتشتيت شملهم، ووأد تحرُّكاتهم في وجه السلطة الفاسدة.

 

 

بالأمس خرج الشيخ ياسر عودة صارخاً في وجه الثنائية الشيعية: كفى تلاعُباً ونِفاقاً ومُتاجرةً بكرامة الطائفة الشيعية وأرزاق أبنائها، وإذ يأسف الشيخ لاضطراره اللجوء إلى هذه اللغة "المذهبية"، إلاّ أنّ الكيل طفح، حين وصل الأمر عند هذه المجموعات المذهبية التي تخرج من مناطق نفوذ الثنائية الشيعية، إلى إطلاق نعرات مذهبية مقيتة، والتي لم تعُد على مُطلقيها وأسيادهم سوى بالخزي والعار والشتائم، والتي تُكالُ لهم علناً وعلى رؤوس الأشهاد، كفى تزويراً وحرفاً للوقائع.

 

 

 يقول الشيخ ياسر عودة: ثوار انتفاضة السابع عشر من تشرين الأول ليسوا من هندسَ وأخرج القرار ١٥٥٩ من كواليس مجلس الأمن الدولي، مُهندس هذا القرار( الذي يدعو إلى سحب السلاح غير الشرعي) هو حليفكم، وهو بلغةٍ أخرى، يتربّع اليوم على كرسي قصر بعبدا، بفضل عنادكم وإصراركم.

إقرأ أيضا :  رُكبة الشرطي الأبيض ومطلقو النّعرات الطائفية والمذهبية السوداء

 


إذ أنتم اليوم، لا تُعيرون قيمةً ولا بالاً للقيم الدينية السمحاء، التي يتحلّى بها آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تعيرون قيمةً ولا بالاً للقيم الأخلاقية والاجتماعية المُتعارف عليها،  فلماذا لا تُعطون بعض الإهتمام والإنتباه لمصالح هذه الطائفة؟ (وهي أقلّية في محيطٍ إسلاميٍ واسع)، فتسعون جاهدين لقطع أواصر القُربى والجِوار والانتماءات الوطنية مع أبناء المِلّة وإخوان الوطن، تستقوون اليوم بسلاحٍ بين أيديكم، وهل هذا مُستدام يوم لا ينفعُ مالٌ ولا بنون.

 

 

قال القاضي أبو الفرَج المعافى زكريا بن يحيى النهرواني( وكان من أعلم الناس بالفقه والنّحو واللغة وصنوف الآداب):

يا محنة الدهر كُفّي

إن لم تكُفّي فخِفّي

قد آن أن ترحمينا 

من طول هذا التّشفّي

طلبتُ جدّاً لنفسي

فقيل لي قد تُوُفّي

فلا علومي تُجدي 

ولا صناعةُ كفّي

ثورٌ ينالُ الثُّريّا

وعالِمٌ مُتخفّي

 

*الجَدّ: الحظّ.