اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان "اول خطوة لانقاذ لبنان تكون بمكافحة الفساد عبر نص القوانين والتشريعات التي تسهل ملاحقة الفاسدين، ايا كانوا"، مجددا دعوته الى "الاسراع في اعتماد الاقتصاد المنتج بدل الريعي، لانه لا يمكن دعم العملة الوطنية بالديون بل بالانتاج".
 
موقف الرئيس عون جاء في خلال استقباله وفد "الهيئة اللبنانية للانقاذ" برئاسة الدكتور بشارة سماحة، الذي سلم رئيس الجمهورية "مشروعا وطنيا للانقاذ" بهدف الخروج من الازمتين الاقتصادية والمالية الراهنتين.
 
وقال الدكتور سماحة: "تشكر الهيئة فخامتكم، لاتاحة الفرصة الثمينة من اجل رفع "وثيقة الانقاذ الوطني" الى رئاسة الجمهورية والاستماع الى آرائكم النيرة في هذا الظرف التاريخي الاستثنائي. ان الهيئة تضم نخبا من الاكاديميين وقيادات من المجتمع المدني ومن الشباب الثائر المطالب باصلاحات بنيوية في نظامنا الديموقراطي، كما تضم فاعليات وشخصيات وهيئات من بلاد الانتشار واصدقاء لبنان هم في مواقع القرار في العالم".
 
اضاف: "فخامة الرئيس، عندما حقق آباؤنا المؤسسون استقلال لبنان وصاغوا ميثاقه الوطني، قادوا تلك المرحلة المجيدة من تاريخ وطننا مؤمنين برسالته التي تبلورت عبر التاريخ، فتجسد الحلم اللبناني بوحدة الارض والشعب وبفرادة التنوع الحضاري اللبناني الفذ. ونحن على خطى الآباء والاجداد المؤسسين نعتزم ان نواصل النضال دفاعا عن وحدة الارض والشعب وعن هذا الاختيار الحضاري الاستثنائي. واسمحوا لنا، فخامة الرئيس، ان نعلن رغبتنا في اعادة كل اللبنانيين الى لبنانية الاختبار التعايشي الخالص، بحيث تكون الدولة بجميع مؤسساتها هي المرجع الوحيد في معالجة شؤون المعية اللبنانية، وهذا يقتضي من "الهيئة اللبنانية للانقاذ" ان تحاور جميع التكتلات السياسية حتى يعودوا جميعا الى حضن الوطن اللبناني".
 
وتابع: "فخامة الرئيس، تدعم الهيئة مؤسسة الجيش اللبناني، فهو حاجة وطنية للدفاع عن استقلال لبنان وحرية ابنائه، وتقف الى جانب مؤسساته الامنية كافة. كما تتبنى المطالب المحقة للحراك الشعبي، وتتمسك بسلمية هذا الحراك وقدسيته. وتطلب من الشباب اللبناني وخاصة يوم غد ان يكون التعبير عن تلك المطالب المحقة بشكل حضاري وسلمي يعكس صفاء تلك المطالب ونقاوتها. فخامة الرئيس، نعدكم ان نكون الى جانبكم في هذه المرحلة الاستثنائية من تاريخ وطننا. دمتم لنا سندا وملهما وعونا دائما".
 
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، ومشجعا الهيئة على "الاستمرار في نشاطها واهدافها لما فيه خير لبنان"، شاكرا لاعضائها "التفكير بالمساهمة في انقاذ لبنان".
 
واشار رئيس الجمهورية الى ان "ما يحصل اليوم هو بسبب تراكمات خط سياسي معين تم اعتماده وامتد الى نحو ثلاثة عقود من الزمن، ورغم وجودي خارج لبنان معظم هذا الوقت، نحمل اليوم وزر هذا الخط ونتائجه ونتعرض للاتهامات والحملات والتي يجب ان توجه الى المسؤولين الفعليين عن تدهور الاوضاع في لبنان، فيما تم رفع شعار "كلن يعني كلن"، والتعتيم على كل الامور الايجابية التي شهدها لبنان منذ ثلاث سنوات وحتى اليوم، والتركيز فقط على الامور السلبية وتلفيق الاخبار وبث الشائعات".
 
وقال: "نحن نحارب الى جانبكم من اجل الانقاذ، وكنت منذ بداية الحراك قد دعوت الى حوار مع المتظاهرين للوصول الى قاسم مشترك، ولكن احدا لم يلب الدعوة للاسف، وقرروا التوجه الى الشارع وحصلت عندها اضطرابات وفوضى ساهمت في زيادة الازمة الاقتصادية والمعيشية، دون ان تتحقق النتائج التي نطالب بها جميعا. لذلك، يجب مقاربة الموضوع بطريقة اخرى بعيدا عن التصرف السلبي، واعتماد التضامن الفعلي والحقيقي من اجل الخلاص. ان اول خطوة لانقاذ لبنان هي بمكافحة الفساد، عبر نص القوانين والتشريعات التي تسهل ملاحقة الفاسدين ايا كانوا، وعند استعمالي صلاحياتي الدستورية من اجل تحقيق هذه الغاية، تم اتهامي بتحويل النظام اللبناني الى رئاسي".
 
واكد الرئيس عون تركيزه منذ وصوله الى الرئاسة "وجوب العمل بسرعة لاعتماد الاقتصاد المنتج بدل الريعي، لانه لا يمكن دعم العملة الوطنية بالديون بل بالانتاج، وبتشجيع الزراعة والصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وبدعم الشباب للعمل في كل الحقول دون تمييز بين عمل وآخر، وباعادة الاعتبار الى الثقافة المجتمعية وترسيخ المفهوم الحقيقي للحرية والتعبير عن الرأي التي لا تسمح بالتفلت الاخلاقي."
 
وكان الرئيس عون استقبل صباحا النائب جورج عطاالله، واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع السياسية والتطورات المحلية والشؤون المتعلقة بقضاء الكورة.
 
وقال النائب عطاالله بعد اللقاء: "الحاضر الابرز كان الوطن وصموده، من دون اي تساهل مع المعتدين على حقوق اللبنانيين سياسيا وماليا وقضائيا وحتى اخلاقيا".