كتبت صحيفة "الأنباء" الالكترونية:
 
 
الإعلان عن تمديد التعبئة العامة إلى الخامس من تموز المقبل بطلب من مجلس الدفاع الأعلى وموافقة مجلس الوزراء، طرح أكثر من علامة استفهام حول جدوى قرار الحكومة منذ 10 أيام بإعادة فتح البلد ورفع الحظر، بما يؤشر الى غياب الاستراتيجية الصحية المطلوبة لمواجهة كورونا وتعامل الحكومة مع هذا الموضوع على "القطعة" كما يبدو، فعندما تتزايد الإصابات يزداد التشدد وتصبح الإجراءات صارمة، وعندما تتراجع الاصابات تتراجع المراقبة كما حصل في المرات السابقة، وهو ما عزته مصادر صحية عبر "الأنباء" الى السياسة غير المدروسة التي تنتهجها الحكومة في هذا الإطار.
 
المصادر الصحية سألت عن الأسباب التي دفعت الحكومة الى التراخي وعدم التشدد في المراقبة الصحية، كما فعلت مع بداية الأزمة، علما أنها كانت تتحضر لاستقبال المزيد من الإصابات بكورونا بعد عودة المغتربين من الخارج، لكن التراخي الذي حصل في الجولتين الثانية والثالثة أفضى الى هذه النتيجة.
 
وأكدت المصادر أن من غير المنطقي الطلب من المصابين اعتماد الوقاية الذاتية لأن الإصابة، وبحسب المعلومات الطبية، لا تظهر بوضوح الا بعد 14 يوما، ولا بد من الحجر الالزامي واعتماد مراكز الحجر التي باتت جاهزة في الكثير من المناطق اللبنانية، وحتى الساعة لم يتم إستخدامها بشكل صحيح.
 
وفي سياق متصل، أكد طبيب الأمراض الجرثومية في مستشفى الجامعة الأميركية صلاح زين الدين في اتصال مع "الأنباء" ان أعداد الحالات في لبنان أصبحت ثابتة، فالإصابات تتأرجح غالباً بمعدل 20 إصابة باليوم، باستثناء بعض الأيام كما حصل أمس حيث تم تسجيل 50 اصابة وهي نسبة مرتفعة.
 
إلا أن زين الدين أكد أن الحصيلة لا تعفي المسؤولين من التشدد خوفًا من عودة انتشار الوباء من جديد كما حصل أمس. ودعا الى اعتماد استراتيجية خاصة لمنع التفلت والاسترخاء في أساليب الوقاية وتخفيف الحظر بشكل تدريجي، مذكرا بأن الموجة الثانية كانت نتيجة الاسترخاء، وحذّر من أن الموجة الثالثة المتوقعة أواخر الصيف وبداية الخريف هي حتما لها علاقة بإعادة تجدد نشاط هذا الفيروس، وتتطلب مراقبة دقيقة لتأمين سبل مواجهتها.