في حين لم يصدر اي موقف رسمي ردّاً على ما ادلى به المسؤول الايراني، وذلك إنطلاقاً من سياسية النأي بالنفس التي رفعت لواءها حكومة مواجهة التحديات وإعتبار ما صدر بمثابة تدخّل في الشؤون الداخلية اللبنانية، سألت الاوساط السياسية المعارضة اين مصلحة لبنان في هذا الموقف اللافت بتوقيته ومضمونه؟
 
دشّن رئيس مجلس الشورى الايراني الجديد محمد باقر قاليباف إنتخابه رئيساً للمجلس بخطاب تضّمنه الآتي "ان البرلمان الحادي عشر يتعهد بمواصلة نهج الشهيد قاسم سليماني في زيادة قوة المقاومة كإستراتيجية لا تتغير ودعم الشعب الفلسطيني وحزب الله اللبناني وفصائل المقاومة وحركتي المقاومة الاسلامية "حماس" والجهاد الاسلامي في فلسطين والشعب اليمني المضطهد كواجب ثوري ووطني وسيبقى دائماً الى جانب الشعب والحكومة والمرجعية العراقية ومستعد للتعاون معهم".
 
هذا الكلام الصادر عن واحد من الوجوه البارزة في الساحة السياسية الإيرانية وشغل مناصب عدة وحلّ في المرتبة الثانية بعد الرئيس حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية في العام 2013، يأتي في ظل تكثيف الضغوط على الجمهورية الاسلامية وأذرعها العسكرية في المنطقة وسط معلومات متداولة في كواليس عواصم القرار عن إتّفاق اميركي- روسي (بوساطة إسرائيلية) من أجل إخراج طهران من الميدان السوري.  وبالعودة الى موقف رئيس مجلس الشورى الايراني الجديد، رأت فيه اوساط سياسية معارضة عبر "المركزية" بأنه "مزيد من توريط لبنان في حروب المنطقة وسياسة المحاور والامعان في الاساءة الى الدولة ومؤسساتها كما ضرب سياسة النأي بالنفس وإعلان بعبدا اللذين يصبّان في خانة تحييد لبنان عن نيران الحروب المشتعلة من حوله وعدم التدخل في شؤون الدول العربية".
 
ولفتت الاوساط الى "ان إصرار ايران على إعتبار لبنان من ضمن محور الممانعة وجزءا من الهلال الخصيب في إستكمال لما قيل في وقت سابق بأن بيروت واحدة من اربع عواصم عربية تخضع للنفوذ الايراني، يعني مزيداً من توريط لبنان في لعبة المحاور التي لا حول ولا قوّة له على تحمّلها، وإمعانا في ضرب مصالح لبنان و"تغريبه" عن اشقائه العرب واصدقائه الغربيين، في وقت هو في امسّ الحاجة الى مساعدتهم من اجل مواجهة الازمة الاقتصادية والمالية التي يمرّ بها".
 
وفي حين لم يصدر اي موقف رسمي ردّاً على ما ادلى به المسؤول الايراني، وذلك إنطلاقاً من سياسية النأي بالنفس التي رفعت لواءها حكومة "مواجهة التحديات" وإعتبار ما صدر بمثابة تدخّل في الشؤون الداخلية اللبنانية، سألت الاوساط السياسية المعارضة "اين مصلحة لبنان في هذا الموقف "اللافت" بتوقيته ومضمونه؟ وهل من "الحكمة" وضع لبنان في خط المواجهة مع العرب والغرب، لاسيما الولايات المتحدة الاميركية التي تخوض "حرباً ناعمة" مع الجمهورية الاسلامية وبدأت شبكة الدول المشاركة بهذه الحرب تتوسّع، خصوصاً بعد القرار الالماني بحظر انشطة حزب الله فيها؟
 
وأبعد من ذلك، اضافت الاوساط "هل تريد طهران من خلال كلام قاليباف استخدام الساحة اللبنانية، لاسيما جبهة الجنوب لبعث "الرسائل الساخنة" من خلال حزب الله الى واشنطن؟ وإستطراداً كيف تطالب الحكومة اللبنانية الدول المانحة وصندوق النقد الدولي بالوثوق بها لتطبيق الاصلاحات المطلوبة منها كخطوة أساسية للحصول على التمويل وفي الوقت نفسه لا سلطة لها على فريق سياسي مشارك فيها يفرض أجندته الاقليمية على جدول اعمالها ويملك بيده "عصمة" قرار الحرب"؟