رأى رئيس "​تيار الكرامة​" النائب ​فيصل كرامي​، في كلمة لمناسبة الذكرى 33 لاغتيال رئيس الحكومة السابق ​رشيد كرامي​ انه "ثمة ثلاثة عناوين لهذه الأيام العصيبة التي نعيشها. العنوان الأول، عودة نغمة الفيديرالية التي تهيأ لنا انها انطوت إلى غير رجعة. والعجيب ان بعض ال​لبنان​يين لم يدركوا بعد أن بديل ​الدولة​ الواحدة ليس على الإطلاق نشوء دويلات طائفية، فالبديل للدولة الواحدة هو زوال لبنان الوطن والكيان والدولة. وأراني مضطرا في ذكرى الرشيد إلى تكرار مواقفه وكلماته بشكل حرفي حين قال العام 1985: عبثا يراهنون على ​أميركا​ أو على الشيطان الرجيم، فلا كانتونات ولا فيديراليات ولا كونفيديراليات، بل لبنان بلد واحد سيد عربي حر مستقل". وأضاف كرامي: "العنوان الثاني يتمثل بنعي الطائف، والدعوة إلى عقد اجتماعيٍ جديد عبر ​مؤتمر​ تأسيسي أو ما يشابهه. وأنا أقول كيف تنعون الطائف والطائف ما زال حبرا على ورق؟ كيف تنعون الطائف وهو يتضمن الآليات والنصوص الدقيقة والواضحة لبناء ​الجمهورية​ الثانية والدولة العصرية عبر الإلغاء التدريجي للطائفية السياسية من دون المساس بالتوازنات بين المكونات اللبنانية؟ الأحرى ان تكون الدعوة إلى تطبيق الطائف واعتباره مرجعا وحيدا للحياة السياسية والديموقراطية ولتأكيد الميثاقية التي توحد اللبنانيين وتتيح لهم الانتقال إلى دولة عصرية ترضي العقل والمنطق والضمير والأجيال ​الجديدة​".

 

ولفت إلى ان "العنوان الثالث، هو الانهيار ال​اقتصاد​ي و​المال​ي غير المسبوق الذي يشهده لبنان، وسيؤدي عاجلا أو آجلا إلى ​انفجار​ اجتماعي كارثي لا نزال في مقدماته الأولى. لا شك في أن لبنان يدفع أثمان سياسات اقتصادية ومالية خاطئة، ولا شك في أن البلد واقع في أزمة كبرى هي النتيجة الطبيعية ل​سياسة​ الالتفاف على الطائف والتحايل عليه، عبر تقاسم ​السلطة​ والنفوذ والإمعان في ممارسة وتغطية ​الفساد​ ونهب المال العام، فضلا عن ضرب معظم القطاعات الإنتاجية لصالح اقتصاد ريعي وهندسات مالية تراكم ثروات الأثرياء وتراكم فقر الفقراء. لا شك في أن ذلك جعل البلد ساحة مستباحة لتسعير أزمة اقتصادية واجتماعية تهدد لبنان بالإفلاس وتنذر اللبنانيين بالمجاعة. ولكن، وبكل وضوح، أقول إن الجزء الخفي الذي لم يعد خافيا علينا من تفاقم هذه ​الأزمة​ هو سياسي وليس اقتصاديا أو ماليا، وخنق لبنان هو قرار سياسي يخيل لأصحابه أنه سيحقق لهم ما عجزوا عن تحقيقه في الماضي عبر الحروب وعبر ​السياسة​. ونحن نقول لأصحاب هذا الرهان إن ما عجزتم وعجزت ​إسرائيل​ عن أخذه بالحروب والسياسات، لن تنجحوا ولن تنجح في أخذه عبر الاقتصاد. بل وبمزيد من الوضوح، أقول إن لبنان المنفتح على كل الحلول الاقتصادية الإنقاذية مع كل الناصحين والمهتمين في الشرق والغرب، جاهز للبحث في كل الأمور، لكنه لن يقايض على الإطلاق في أمرين، وحدته الوطنية ووحدة شعبه وأرضه ودولته، وتوازن الرعب الاستراتيجي مع العدو الصهيوني الذي يشكل صمام الأمان في حماية لبنان وشعبه وثرواته".

 

 

وقال: "ما يؤسف له أن بعض اللبنانيين لم يقتنعوا بعد أن الأوطان لا تبنى على قاعدة الجريمة، وكما تم إصدار عفو غير قانوني وغير دستوري وغير أخلاقي عن قاتل رشيد كرامي العام 2005، شهدنا بالأمس القريب محاولة لتكرار واستكمال هذه الهرطقة عبر قانون عفو ملغوم يستثني الموقوفين ظلما من دون محاكمات ويسقط التهم عن قتلة رشيد كرامي المحكومين غيابيا والفارين خارج لبنان. غريب عجيب هذا البلد الذي يمعن في قتل القتيل وفي تمجيد القاتل. ولكن لن يكون لهم ذلك، ولن نسمح باغتيال جديد لرشيد كرامي ولكل شهداء الوطن".

وشدد على انه "لن يتزعزع إيماننا بلبنان الواحد والمستقل في ظل الحرية والديموقراطية ودولة القانون، ولن نتنازل عن الاستقامة نهجا على خطى الرشيد وعمر، وسيظل شهيد لبنان رشيد كرامي الملهم والمرشد على مر الأيام. حمى الله لبنان".