شدد ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​ على أن "لبنان وجد ليكون وطنًا للجميع، لا لِدينٍ دون سواه، أو لِطائفةٍ دون غيرها"، لافتاً إلى أن المؤسِّسين أرادوه منذ مئة سنة جماعة حياة في دولة تحمي بدستورها وميثاقها الوطنيّ وصيغتها هذه الجماعة المتنوّع، معتبراً أنه "لا بدّ من تضافر القوى للمحافظة عليها ولترقّيها وتطويرها، في بيئة مشرقيّة تتمسّك بالأحاديّة، وتجاه بيئة غربيّة معنيّة بالانصهار غير المبالي بتنوّع الثقافات والهويّات".

 

وفي عظته خلال قداس لمناسبة عيد العنصرة وعيد ​تيلي لوميار​ – نورسات في بكركي، أوضح أنه "لأنَّ الدَّولة عندنا هي جماعة حياة، فقد اعتمدَت النّظام الديموقراطي المؤيّد لجميع الحريّات العامّة، وفي طليعتها حريّة المعتقد، ولغة الحوار الصادق الباحث عن الحقيقة الجامعة، وعن أفضل السُّبل إلى الخير العامّ".

وأشار إلى أننا "نلاحظ أن ثمَّة من يطالب بتغيير النظام، فيما المطلوب أولاً التَّغيير في السُّلوك، والكفّ عن خرق النظام، وانتهاكه بالأنظمة الموازية، والمطلوب التقيُّد ب​الدستور​ روحًا ونصًّا، وانتزاع الولاءات المتعدّدة التي ترهقه، والمحافظة على جمال صيغة العيش معًا والولاء للوطن والتَّعاون في إدارة شؤونه، ورفع الحمولات الزَّائدة على هذه الصِّيغة، والتَّعاون في خدمة المؤسَّسات العامَّة وتحريرها من المحاصصات القاتلة"، معتبراً أنه "عندها يعود لبنان دولةً نموذجيّة في هذا الشرق، فلا نحمّلنَّه ممارساتنا وأخطاءنا، ولا خروجنا عن الدستور والميثاق والصِّيغة والقانون، ولا نحمِّلنَّه خصوصًا رهاناتنا على الغرباء، كلّ الغرباء".

من ناحية أخرى، أشار إلى أن "اليوم تحتفل تيلي لوميار وفضائيتها نورسات بعيدها، وتحيي محطَّة تيلي لوميار يوبيلها اللؤلؤي، لمرور ثلاثين سنة على تأسيسها"، لافتاً إلى أنَّها "ما زالت تزرع منذ هذه السَّنوات كلمة الله في حقل هذا العالم، وحده الله يعرف كميّات القلوب التي تسقط فيها الكلمة الإلهيّة، والخير الذي تصنعه في نفوس المؤمنين"، قائلاً: "إنها بالحقيقة عطيّةٌ ثمينة من الله، يحافظ عليها ويضحّي بسخاء لاستمراريّتها وتطويرها محسنون مؤمنون برسالتها".