قال رئيس المركز العربي للحوار الشيخ عباس الجوهري في مقابلة له مع قناة العربية في برنامج "بانوراما" الذي تحدث عن الاوضاع السياسبة والمالية في لبنان البداية لا يمكن للمجتمع الدولي الذي كان يعتني دائما  بلبنان وأوضاعه المالية لا يمكن له إلا أن يقدم المساعدة، ولكن لبنان لا يساعد نفسه وكلنا نعرف مؤتمر سيدر الذي كان من المقرر أن يساعد لبنان ويكون عونا للبنان لتجاوز محنته وقد طلب من لبنان أن يقدم جداول شفافة وإصلاحات حقيقية لكن مع الأسف أن السلطة السياسية في لبنان سواء هذه الحكومة أو الحكومة السابقة لم تتقدم بصورة شفافة للمانحين وبالتالي بدا الفساد المستشري في لبنان ولا يمكن لأحد أن يساعد بلد مثل لبنان، بلد مهتريء تتنازعه الأطراف وتنتظر نصيبها منه فلا يمكن أن ننتظر الآخرين أن يساعدوننا ما لم نساعد أنفسنا.

وأضاف الجوهري نحن قدمنا أوراقا مليئة بالأكاذيب للمجتمع الدولي كذبنا على أنفسنا وهم يعرفون أننا نكذب عليهم لذلك توقف مسار سيدر  علما أن الفرنسيين كانوا متحمسين لمساعدة لبنان وليس لديهم ما لدى الامريكيين من اعتبارات تتعلق بحزب الله أو ايران ومع ذلك لم يستطيعوا أن يتحركوا لأن الفساد المستشري منع ذلك وأصبح الوضع المالي مثل سلّة مثقوبة كل ما وضعنا بها يذهب سدى، لذلك عندما صرخ وخرج الشعب اللبناني في مسيرات أوضح رأيه وقال لا تعطوا هذه الطبقة السياسية مزيدا من الديون التي سوف ندفعها نحن من جيوبنا. 

وقال الجوهري:  موضوع اليوم  الموضوع الاميركي وحزب الله ومنع المساعدات لهذا السبب، هذا مستجد لأن الادارة الاميركية اتخذت قرارا بشكل عام أن تحاصر الدولة ما دام حزب الله يتضخّم حجمه على حساب الدولة.

لا شك أن لبنان بحاجة لأن يقف معه المجتمع الدولي والاخوة المانحين خصوصا للتصدي لجائحة كورونا بدافع إنساني ويمكن أن نواجه انتفاخ ووجود حزب الله على المشهد اللبناني لكن لا يمكن أن نقبل حجب المساعدات.

وأضاف يمكنهم أن لا يتعاملوا مع وزارة الصحة ويمكن أن يخترعوا نظاما ما أو طريقة ما لوصول المساعدات الى الشعب اللبناني أما أن يعاقب الشعب اللبناني بجريرة مواجهتهم مع حزب الله فحزب الله ترك طويلا لماذا اليوم شددوا الخناق عليه وكنا نسمع ليسوا منزعجين من دوره في سوريا، أنا سمعت وزير الخارجية الاميركي في يوم من الايام قال لم ننزعج من وجود حزب الله في سوريا.

اليوم إذا أرادوا أن يقوضوا دور حزب الله المنفرد وعمله في كل الدول العربية فليذهبوا ويباشروا عملهم أما أن يحجبوا المساعدات الانسانية فليس كل الشعب اللبناني تابع لحزب الله.

وقال الجوهري ردا على سؤال ما الذي يضمن أن هذه المليارات من المساعدات لن تذهب الى التسليح؟

هناك مؤسسات يمكن تتجاوز وزارة الصحة ويمكن أن نبادر  مباشرة الى مساعدة هذه المؤسسات، هناك مستشفى الجامعة الاميركية او  مستشفى اوتيل ديو أو المستشفيات الأخرى  لكن أن نمنع المساعدات في هذه اللحظة الصعبة والحساسة والانسانية والحرجة التي تنذر بانفجار جديد بعد كورونا أو في ظل كورونا فلا يمكننا ان نبتعد كثيرا عن انسانيتنا.

وقال الجوهري: نحن نعترض كثيرا على سياسة حزب الله ونعترض على دوره وانفلاته في كل المنطقة وننصحه بالعودة إلى لبنان  لا يمكن أن نعتبر  أننا دولة في وقت أصبح حزب الله الوصي على هذه الدولة ولم يعد دولة داخل الدولة.

لماذا تُركت الامور دهرا وجئنا اليوم لنحاسب الفقراء  فيما حزب الله اليوم هو الاقل تضررا من كل هذه الضغوطات وهو لا يزال لديه دولاراته ليصرف على أتباعه أما الشعب الفقير الذي منع من المساعدات حتى من الاخوة العرب وحتى اصدقاء العرب في لبنان توقفت عنهم حتى المساعدات الخيرية.
 وقد ذكرتُ قبل قليل أن الفقرا يدفعون الثمن.

وردا عل سؤال قال الجوهري: 
الشعب اللبناني تحرك في وجه كل الطبقة السياسية وقد اكتشف أن حزب الله يتواطأ مع كل الطبقة السياسية التي حكمت لبنان لقعود من الزمن ويفهم اللبناني أن حزب الله شريك في السلطة منذ اليوم الاول بقناع أو  بشكل واضح،
اليوم لا يمكن ان نعاقب شعب بأكمله بحجة حزب الله ولكن يمكن أن نباشر الضغط على حزب الله للتراجع عن سياساته ونحن نصحناهم مرارا من اجل مصلحة الدولة ومن اجل مصلحة الشعب اللبناني وقلنا لهم عليكم أن تتراجعوا خطوة إلى الوراء لتتركوا الامور تسير باتجاه الحل الاقتصادي المنشود ولكنهم يطالعوننا  أنهم يريدون أن يذهبوا شرقا.

المشكلة أن هناك خطان متوازيان لا يمكن أن يبقى لبنان أسير التجاذبات بلعبة المحاور وهذا سوف يراكم المشاكل الاقتصادية وسوف ينفجر وضع لبنان بمدة وجيزة وأتوقع انفجارا كبيرا ليس فقط في وجه السلطة وليس فقط بوجه رئيسها وهو ليس بيده الامور وإنما بالاغلبية النيابية التي سمته وسينفجر الأمر بوجه من يعيق أي برنامج إصلاحي وأي عملية إصلاحية من خلال عمل مؤسسات وقضاء وإلا سوف يذهب لبنان الى الجحيم مع الاسف.

وأضاف الجوهري:  لذلك على الحريصين في الداخل اللبناني أو الحريصين على لبنان من الخارج أن يفتحوا حوارا طويلا لكي تتراجع هذه القوى عن هذه السلطة لكي ننجوا من الأمور الكبيرة التي تتحدى لبنان وتهدد مستقبله وتهدد مصيره.

وبالمناسبة أنا سمعت أن في أميركا من يعمل على استصدار قرار في الكونغرس لمنع المساعدات  الى الجيش اللبناني لماذا هذا الامر  وعندما لا يكون الجيش قادرا على بسط الامن  تنفلت الامور باتجاه خطير.