فبين المقاومة والمقاولة حرفٌ بدّله تاريخ من التواطؤ والخذلان والتشويه لكل معاني الرفض والإباء والإيفاء لوعد القيام والإقامة فهل للبلد من محيص وإستقامة والوطن يقبع تحت نعل الجنرال وسوط العمامة !!!
 

أثارت بعض القنوات اللبنانيّة خبر العفو عن العملاء من السجون وعودة نظرائهم من فلسطين المحتلّة إلى الأراضي اللّبنانيّة وهذا ممّا إستفزّ روح الرّفض لدى الثّورة الأبيّة الّتي تعرّضت لشتّى أنواع القمع والتّعذيب والتّرهيب تحت حجّة رمي البلد في الحضيض وإضرام النّار في هشيم مقاومته الصّفراء ...

 


كما وكنّا قد نشرنا خبر توقيع العملاء "هيثم سحمراني"، "إبراهيم سرور"، "عمر العرجة" و "محمد إسماعيل" على طلبات العفو الخاص بعد أن تمّ تخفيض أحكامهم من المؤبّد إلى الثماني عشرة سنة قبل أن يدري أحدٌ بها وذلك بتاريخ ١٢/أيار/٢٠٢٠ فبرزت قناة الجديد حينها ونفت الخبر وأكّدته قبل يومين !!!

 

 

دارت رحى السجالات والجدالات والصّدمات في بيئة حزب الله مُذ أن خرج الفاخوري وبدأت تتّضح ماهيّة الغايات الّتي تطمح إليها قيادة الشيعة  الحكيمة ممّا أحدث شرخاً في صفوف الحاضنة الشعبيّة كاد أن يقسمها عاموديّاً لكنّ الأيديولوجيّة المتقادمة المسطّحة للعقول ضبطت الإيقاع الموهوم مجدّداً بخطاب كان له همّان وهما إظهار الغضب على من إنتقد نصر الله وأوّلهم حلفاؤه ومن ثمّ إثبات عدميّة وجود أي صفقة مع العلم أنّ تفاهم مار مخايل لم يُمسح من أذهان العقلاء فأضحى النّاس بكل أطيافهم بين مطرقة العمامة وسندان العمالة ...

 

اقرا ايضا ; بشهادة موسى الصدر، في عيد الفطر خامنئي يلعب دفاع يمين متطرّف بين السّنّة والشيعة بإيعاز من نصر الله !!!

 


ومن هذا المنطلق المُجسّد للواقعيّة الّذي محق تاريخ كل حركات النّضال بوجه العدوّ الإسرائيلي وأنزل كل عمليّات المقاومة النّوعيّة في غيابة جبّ الإمتهان وتسميم الدّماء وأحيى أصوات الطّرق على جدران زنازن المقاومين الأسارى أمثال "سهى بشارة" الّتي إتّهمها الأدعياء بمجون الكفاح والتّمرّد عند عودة "عامر الفاخوري" إلى لبنان الّذي خان ...

 

 

لا يخفى حتّى على الطّارئين على ساحة السياسة بأنّ إطلاق سراح هؤلاء العملاء وإعادة القاطنين في الأراضي المحتلة المسمّاة بِ "إسرائيل" إلى البلد هو عنوان واضح لعقد قران سياسي إجتاح ساحة التحالفات منذ أربعة عشر عاماً واليوم حان وقت دفع المهر وإنفاذ المهمّة الّتي أوكلت لعرّاب الممانعة وشاقق طريق بيت المقدس من بيروت في السابع من أيار لتصل إلى سوريا فالبحرين ثمّ اليمن وتليها العراق ماسحاً تاريخ اللّبنانيّين بجميع طوائفهم وأطيافهم في إباء الضّيم ومقارعة الإحتلالات على مرّ العصور محتكراً روح المقاومة في شخصه دوناً عن سواه لتكون الخاتمة "ضبضبة كلاكيش الإسرائيلي" وإستقبال من أراق دماء المقاومين، ربّما راهباً من نفسه على إسرائيل وربّما هارباً من صدى أصوات الرصاص إلى الرّحمة اللّاهوتيّة قبل النّاسوتيّة !!!

 

 

تربأ الأحداث المتسارعة والواضحة وبالأخصّ في الآونة الأخيرة أن تخدم معاني كلمة "مقاومة" والّتي تعني القيام بوجه الطغيان والعدوان، فهل المقاومة تعجز عن قصف طائرة تقل عميل نكّل بالشعب أم هل عهد مقاوم يقصر طرفه عن إبقاء من شربوا من دماء الناس إرضاءً للعدو الإسرائيلي خلف القضبان، حقّاً ليست مقاومة وإن أردنا تجميلها وعدم نسبها للعمالة فهي إذعان ...

 

 

ويجدر بالذّكر أنّ لبنان سيشارك في معرض "إكسبو دبي" بشهر تشرين الأوّل من هذه السّنة وسيكون إلى جانبه ممثّل العدوّ الإسرائيلي تحت عنوان "لا جدران، لا حدود" !! أهل هذا مقاومة أم تصريح سياسي حول تطوّر علاقة التطبيع مع لبنان الّذي يحكمه حزب الله بعهده وحكومته !!

 

 

فبين المقاومة والمقاولة حرفٌ بدّله تاريخ من التواطؤ والخذلان والتشويه لكل معاني الرفض والإباء والإيفاء لوعد القيام والإقامة فهل للبلد من محيص وإستقامة والوطن يقبع تحت نعل الجنرال وسوط العمامة !!!