في ظل السباق العالمي المحموم للسيطرة على وباء كورونا الذي أثار ذعر البشر، يبدو أن الدول التي تخوض سباق إنتاج لقاح ضد "كوفيد 19" تواجه مشكلة غير متوقعة.

فقد أفاد موقع "بوي جينيوس ريبورت" المتخصص بالأخبار العلمية، أن الخبراء سيواجهون مشكلة "نقص عدد المرضى" الذين سيخضعون للتجارب السريرية في المراحل النهائية للقاح.


وأضاف: "كان مخططا في البداية أن المراحل النهائية لتطوير اللقاح ستتزامن مع وجود عدد كبير من المرضى، وبالتالي إجراء اختبارات واسعة. المشكلة الآن أن عدد المرضى يتقلص يوما بعد يوم".

وفي هذا الصدد، كان باحثون من جامعة "أكسفورد" يتوقعون أن يكون لقاحهم جاهزا في شهر سبتمبر المقبل، لكن المعطيات الحالية تشير إلى احتمال تأخيره.

وستقوم أكسفورد بتلقيح 10 آلاف متطوع خلال المرحلة المقبلة، حيث سيتلقى نصفهم اللقاح المرشح والنصف الآخر سيتعاطى علاجا وهميا.

 

لكن إذا لم يكن هناك عدد كاف من المرضى، فقد لا يتمكن الباحثون من معرفة ما إذا كان اللقاح فعالا في منع العدوى.

في المقابل، سيظل بإمكانهم دراسة الاستجابة المناعية والبحث عن الأجسام المضادة وتقييم سلامة اللقاح.

ومع ذلك، أوضح "بوي جينيوس ريبورت" أن هذه البيانات لن تكون كافية لإصدار النتائج النهائية للحصول على موافقة الاستخدام والتوزيع.
 
موقف الصين
وتواجه الصين العائق ذاته، في وقت تختبر فيه 4 لقاحات ضد "كوفيد 19"، إلا أن السلطات تفكر في المضي قدما في استخدام اللقاحات بحلول نهاية العام، حتى لو لم يتم الانتهاء من الاختبارات.

وقال رئيس مركز السيطرة على الأمراض في الصين غاو فو، إن اللقاحات المحتملة يمكن منحها لمجموعات معينة توجد في حالة الطوارئ، حتى لو لم تكن التجارب كاملة.

وأضاف: "البرنامج الوطني للتحصين يولي اهتماما وثيقا ويدرس مجموعات الأشخاص ونوعية الحالات التي يمكن أن تستفيد من اللقاح".

وتابع: "أعتقد أننا سنقرر بناء على الحالات المتواجدة أمامنا، لأنه لن يكون بمقدورنا اتباع البروتوكول المعتاد، وإلا فسنضيع الوقت".

وختم بالقول: "هذه اللقاحات لن تكون متوفرة للعموم بل لحالات خاصة. مع مرور الوقت قد تصبح الحالات الخاصة عموم الناس".