أكد الأمين العام ل​حزب الله​ ​السيد حسن نصر الله​ أن "روح ​المقاومة​ التي تحدث عنها الشهيد ​عماد مغنية​ والتي يعترف بها الإسرائيلي اليوم كميزة لدى من قاتلوه لا تزال قائمة، وتجدست في العام 2006 نتيجة التراكم الذي لم يكن وليد لحظته، واليوم الأمر الواقع لا يزال على ما هو عليه، وليدنا ثقة بالمقاومين وببيئة المقاومة"، مشيرا إلى أن "الظروف الصعبة التي تحملتها المقاومة لم تكن على المقاومين فقط بل أيضاً على بيئة المقاومة، ولذلك هنا نتحدث عن عوائل الشهداء والجرحى والأسرى، بالإضافة إلى ​البيئة​ التي تحملت في مختلف المناطق، وهذه الروح لديهم لا تزال قائمة، ونحن حريصون على الجانب الروحي والإيماني والعقائدي رغم محاولات سلخ المقاومة عن هذه الماهية التي هي أصل المقاومة".

 

وشدد في مقابلة إذاعية نقلتها بعض التلفزيونات المحلية، على أن "اليوم لدينا قدرات عسكرية لم تكن موجودة قبل العام 2006 ولدينا تطور في حرب الأدمغة وفي الخطط والبرامج والكم، لكن كل هؤلاء هم العامل الثاني، لأن العامل الأول هو الحفاظ على هذه الروح التي ستستمر بقوتها وعشقها لله والإستعداد للتضحية"، مشيرا إلى أن "غياب الإحتفالات بذكرى التحرير نقطة ضعف في الجانب اللبناني لكن أغلب القادة الإسرائيليين تحدثوا في الاسبوع الماضي، وهم كانوا قبل العام 2000 كانوا ضباط في جنوب لبنان، وحتى الآن في الإعلام الإسرائيلي يتحدثون عن خطاب بيت العنكبوت، والسبب لأنها جاءت في توقيتها على ضوء هزيمة مذلة تحت النار".

 

 

ولفت إلى أنه "في الموضوع الروحي والمعنوي والنفسي لدى الإسرائيلي هاجس، ولذلك عندما يتحدثون عن لبنان من العام 2006 يتحدثون عن جبهة لديها حساباتها الدقيقة، ويتحدثون عن أن المقاومة الموجودة الآن مختلفة عن المقاومة التي كانت موجودة في العام 2000، وعن عدم قدرتهم على منع تعاظم قوتها، أما في لبنان فهناك قوة ردع على طرفي الحدود، وهذه نقطة قوة للبنان لأن المعتدي كان دائماً للإسرائيلي، وهذه نتيجة قناعة الإسرائيلي بأن ليس أمام عدو يستهان به، والمقاومة من العام 1982 كانت ترى ما حصل في العام 2000، والعودة إلى خطابات السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب في بداية المقاومة تؤكد ذلك، وهذه سنة طبيعية بأن مواجهة المحتل بمقاومة ويقاتل بنفس طويل وبثقة النتجية هي النصر".

 

وأشار السيد نصر الله إلى أن "الاسرائيلي لا يهمه إلا مصلحته ومشروعه الحقيقي هو كل فلسطين والوطن البديل هو الأردن"، موضحا أن "ما حصل في العام 1982 شارك فيه الكثير من القوى من أحزاب وطنية وإسلامية لا سيما في السنوات الأولى لكن الفارق هو الحضور الإستثنائي لحزب الله في السنوات الأخيرة، لكن هذا لا يجوز أن يلغي من الذاكرة أنه حتى اللحظة الأخيرة من الإنتصار كان هناك فصائل أخرى تقاتل الإسرائيلي".

 

 

وأكد في حديثه أن "الاسرائيلي أكتشف أن الحزام الأمني لم يعد قادراً على حماية المستوطنات، وهو الهدف الذي كانت تسعى إليه المقاومة، وأدعو إلى دراسة ما حصل قبل العام 2000، عند العمل على إسقاط هدف العدو سيتراجع"، مشددا على ان "الإسرائيلي في السنتين الأخيرتين قبل الإنسحاب كان يسلم المواقع إلى جيش لحد، حيث كان لديه فكرة بالإنحساب إلى الحدود على أن يستمر جيش لحد في القتال، وبالتالي تحويل الصراع إلى حرب أهلية، لكن المفاجأة بالنسبة لهم كانت سرعة إنهيار جيش لحد، والمقاومة كانت قد اكتشفت هذه الفكرة قبل نحو عام، الأمر الذي دفعها إلى التركيز على إستهداف مواقع جيش لحد".

 

 

واعتبر السيد نصرالله أن "المقاومة جنبت لبنان حرب أهلية طائفية جديدة قبل العام 2000 وقدمت نموذجاً مشرقاً في التعاطي مع العملاء، ومن سلم نفسه تم تسليمه إلى الجيش اللبناني ومن أراد الهروب تمكن من الهرب"، موضحا أن "قناعتنا بأن الكيان الإسرائيلي لن يستمر لأنه مصطنع وغريب عن المنطقة، وهو أيضاً كيان عنصري، والسيد موسى الصدر كان يؤكد أن إسرائيل ليست دولة يهودية أو دولة دينية، بل هي دولة عنصرية وتتصرف على هذا الأساس"

 

 

وشدد على أن "اسرائيل بعد العام 2000 ليست إسرائيل بعد العام 2000 والجيش الذي كان لا يقهر بات يقهر، وإيمان شعوب المنطقة بالمقاومة يرتفه بينما المركز الذي يعتمد عليه الإسرائيلي، أي الولايات المتحدة، ليس محسوماً أن تبقى على ما هي عليه، ونحن نرى منطقة لا إمكانية لبقاء غدة سرطانية وكيان مصطنع يقوم على أساس عنصري وإرهابي فيها والموضوع موضوع وقت".