بات العيد إحدى مزابل التاريخ بعد أن بات لباس سواد وحجّ الى المقابر المعمورة و وقفة لطوابير من الفقراء الذين يلمون حلوى العيدين بأكياس دموعهم ووحدهم من هم خارج الطابور أصحاب النعم متخمو السياسة من تجار الهيكل ممن افتقدوا آخر حاسة لهم ولم يعد يشمون روائح العفن بل تزكم أنوفهم عطورات خاصة هي مزيج ما بين الورد والورٍدِ.
 

لا أعرف من طلب منه أو كلفه بقراءة خطاب معد السطور والمضمون وفيه ما يرتشي البعض وما يرتجي البعض الآخر دون الإلتفات الى حقيقة ما يجري من أزمات قضت على لبنان وأنهت حياة اللبنانيين بوضع اليد على الجرح النازف بسبب السياسيين الذين أرهقوا البلاد والعباد وصادروا كل شيء ولم يتركوا شيئًا إلاّ وحولوه الى مكسب يزيد من ثرواتهم التي تنام في بنوك الخارج حرصاً على سلامتها .

 

 

أذاع ما يُذاع يومياً بوسائل الإعلام الموجه ووعظ ما يوعظ يومياً من على أعالي المآذن والكنائس وخطب كما يُخطب يومياً وفي المنسبات الطبيعية وتلك المفتعلة لتخدير ما بقي خارج مادة التخدير كي يدور رأسه بسكر السياسة وتجعله منتشياً براح الكلمات التي تعطيه جنات عدن وما فيها من ملابس السندس والاستبرق والحرير ومن مآكل الطيور ومشارب النهور من نهود تبز اللبن والعسل والخمر وما فيها من قصور مفتوحة لا مجال لعد غرفها وفي كل غرفة ألف حور تنتظر الهايم الولهان .

 

اقرا ايضا : بابوري رايح بابوري جاي

 
 

لم أكن أتصور أن باستطاعته أن يكون كشّافاً في فرقة مقيمة غير مخيمة في قصور الشعب ومجرد دليل أو وسيط أو بائع حنطة على بيادر الدولة كونه يهرع عند كل أزمة وانتكاسة الى لعن الفلاحين والإشادة بالتجار كونه العيّار في ميزان العدل و ديلاحق أحلام المحرومين ويترك كوابيس السياسة تنتشر مثل جراد الليل لتأكل كل أخضر فحسبه من اليباس سياسة القحط.

 

 

يقولون أنّه مرغم ولا حول له ولا قوة وأسير سياسات تنهش بعظامه بعد أن أكلت لحمه ولم تبق منه وعليه من قطعة لحم تستر عظمه وهو مخالف لكل هذه السياسات القاتلة ويحرص كل الحرص على أمن الوطن وسلامته من كل أذى داخلي أو خارجي وهو أنقذ أكثر من مرة مما لا يعد ولا يحصى اللبنانيين من آتون الفتن ومن شرورها .

 

 

يقولون ويقولون بصوت خافت مخافت أن يسمع من بيده مصير كبار قوم ويعدون المكاره قبل المحارم ويتغنون بجنون الصبر كدور لا يقدر عليه إلاّ من كان نبيّاً أو فرخ نبيّ من جماعة المؤمنيين القديسين ممن امتحنهم الله وابتلاهم بكثرة أعمارهم وطول سفرهم بحثاً عن الزهد في الفضة والذهب .

 

 

بات العيد إحدى مزابل التاريخ بعد أن بات لباس سواد وحجّ الى المقابر المعمورة و وقفة لطوابير من الفقراء الذين يلمون حلوى العيدين بأكياس دموعهم ووحدهم من هم خارج الطابور أصحاب النعم متخمو السياسة من تجار الهيكل ممن افتقدوا آخر حاسة لهم ولم يعد يشمون روائح العفن بل تزكم أنوفهم عطورات خاصة هي مزيج ما بين الورد والورٍدِ.