أن الأزمة الاقتصادية في لبنان تتعدى كل التفاصيل التي ساقها السيد نصر الله في خطابه امس انها أزمة سياسية بإمتياز وإن معالجتها تكمن باستعادة لبنان إلى مجاله الطبيعي العربي والدولي.
 


أعاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه أمس الحديث عن الأوضاع الاقتصادية إنطلاقا من معرفته بتفاصيل الأزمة الاقتصادية اللبنانية، وانطلاقا من معرفة حزب الله بخفايا وشوارد هذه الأزمة.


قبل أشهر اقترح السيد نصر الله العودة إلى الزراعة كوسيلة لمواجهة الأزمة وفي الخطاب نفسه دعى الدولة اللبنانية لإمداد جسور العلاقة الاقتصادية مع الصين وإيران طالما لبنان في خط المواجهة مع الولايات المتحدة الأميركية.

 

 

 وأمس جدد نصر الله التأكيد على أهمية  عودة العلاقات اللبنانية مع سوريا وقال إن ذلك قد يكون أهم عوامل الخروج من الأزمة الاقتصادية التي تعصف في البلد وتهدد اللبنانيين بالفقر والجوع. فلا حدود للبنان إلا معها، وإن كانت صارت مسألة تفعيل قطاعَي الزراعة والصناعة حتمية، فإن ذلك لا يكتمل من دون تصدير هذه المنتجات وبالتالي المرور عبر سوريا ولذلك دعا السلطة اللبنانية إلى الإسراع في ترتيب العلاقات مع دمشق، وهي علاقة تبدو استراتيجية للبنان أكثر من سوريا.

 

 

لعل بإمكان السيد نصر الله أن يفتح النقاش في مجلس الوزراء اليوم قبل الغد للبحث في عودة العلاقات مع سورية طالما يمسك سماحته بقرار السلطة، ولكن المشكلة في مكان آخر هذه المشكلة التي لا يستطيع أحد حتى اليوم الإقتراب منها وهي منظومة الفساد التي تمسك بمالية الدولة اللبنانية وهي المافيات الاقتصادية التي تتحكم بمالية الدولة اللبنانية، وهم اليوم بطبيعة الحال من الحلفاء الذين يتلطون بحزب الله وبتحالفاته معهم تحالفات الوفاء للتيار الوطني الحر وللرئيس عون  وتحالفات  "الوعد الصادق".

 

 

يا سماحة السيد الأزمة الإقتصادية  اليوم جذورها عميقة في السياسة اللبنانية ولا تنفصل عن كل التسويات السياسية التي كان حزب الله ولا يزال جزءا أساسيا فيها منذ بداية التسويات الأولى مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري وفيما بعد مع نجلة الطاريء حينذاك على السياسية اللبنانية سعد الحريري والتي امتدت لآخر حكومة له العام الماضي بالاضافة الى التسويات الأخرى من هنا وهناك ومع هذا وذاك، هذا كله يا سماحة السيد لبَ الأزمة الاقتصادية، وما نحتاجه اليوم كلبنانيين هو أن نسمع الحقيقة التي تعرفها أنت ويعرفها الجميع أن هذه التسويات هي التي أغرقت البلد بالأزمة الإقتصادية وأن أصحاب هذه التسويات وعناصرها وأدواتها وعدتها وعديدها هم الذين نهبوا البلد، ما نريد أن نسمعه يا سماحة السيد أن أن يكف حزب الله يده عن حماية هؤلاء، وأن يخرج التحالفات ومصطلحات الوفاء عن أي شخص متورط بهذه الازمة وعن أي متورط بسرقة المال العام وعن أي متورط بإفقار الشعب وسرقة خزينة الدولة.

 

 

إن ما نريده اليوم  في معالجة الازمة الاقتصادية هو الصدق والشفافية وتسمية الأشياء بأسمائها فلم تعد تنفع الخطط العاجلة ولم تعد تنفع المكابرات السياسية ولا المحاور السياسية ولا لغة الانتصارات ما نحتاجه اليوم  هو وضع النقاط على الحروف وتسمية الأشياء بأسمائها وقد آن الاوان ان نقول الحقيقة وقد آن لنا أن نعترف أن سياسات العداء لمحيطنا العربي والدولي هو أحد أهم أسباب أزمتنا الاقتصادية وهو أحد أهم الإنهيار المالي الذي نشهده اليوم.

اقرا ايضا : منظومة الفساد تأكل نفسها

 

 

لقد آن لنا أن نعترف يا سماحة السيد أن سياسة الإمساك بلبنان كساحة لتصفية الحسابات مع الولايات المتحدة الأميركية أو بين الولايات المتحدة الاميركية وإيران هو الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه، لذا فإننا أمام هذه الحقائق نحن ملزمون أن نطالب باستعادة لبناننا كوطن وكدولة ذات سيادة، ونحن ملزمون أن نستعيد مؤسسات الدولة وخزينة الدولة من أيدي المافيات التي يحميها حزب الله لانها تلبي طموحاته وسياساته.

 

 

أن الأزمة الاقتصادية في لبنان تتعدى كل التفاصيل التي ساقها السيد نصر الله في خطابه امس انها أزمة سياسية بإمتياز وإن معالجتها تكمن باستعادة لبنان إلى مجاله الطبيعي العربي والدولي.