وكشفت المصادر نفسها أنّ الاتصالات واللقاءات تسير بوتيرة متصاعدة بين فرنجية والروس وآخرها اللقاء الذي عقده نجله طوني خلال الساعات الأخيرة مع السفير ألكسندر زاسبيكين وبقي بعيداً من الأضواء.
 

كشفت مصادر ديبلوماسية في موسكو لـ"نداء الوطن" أنّ زيارة فرنجية الأخيرة إلى روسيا حسمت الاتجاه الروسي بدعم ترشيحه إلى سدة الرئاسة الأولى خلفاً لعون، مشيرةً إلى أنّ الإدارة الروسية باتت على قناعة بأنّ باسيل لم يعد يحظى سوى بدعم إيراني مبدئي لخوض المعركة الرئاسية، بخلاف فرنجية الذي ورغم خطه الاستراتيجي القريب من "حزب الله" لكنه نجح خلال السنوات الأخيرة في نسج خيوط تواصل في الداخل مع كل من سعد الحريري ووليد جنبلاط وكذلك مع "القوات اللبنانية" فضلاً عن كونه الحليف المسيحي الأقرب إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما أنه خارجياً لم يدخل في أي عداء مع الدول العربية ولا الغربية وهذه كلها صفات لا تنطبق على جبران باسيل الذي يبدو متكئاً فقط على تحالفه مع "حزب الله" ومن خلفه إيران لفرض وصوله إلى كرسي رئاسة الجمهورية.

وإذ شددت على أنّ موسكو بطبيعة الحال لن تراهن على "حصان يبدو خاسراً سلفاً" في السباق الرئاسي، لفتت المصادر الديبلوماسية إلى أنّ كل محاولات باسيل خلال توليه حقيبة الخارجية لم تفلح في تسويق خياره الرئاسي عبر السفراء والسفارات اللبنانية في عواصم العالم، كاشفةً أنه يحاول منذ فترة "خطب ودّ" الروس للغاية نفسها حتى أنه خلال زيارته الأخيرة إلى إيطاليا (في الفترة الأولى لاندلاع ثورة 17 تشرين) للمشاركة في أحد المؤتمرات، تقصد أن يمكث في الفندق نفسه الذي يقيم فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وطلب موعداً لمقابلته لكنّ لافروف تجنب عقد اللقاء معه الأمر الذي أثار حفيظة باسيل تجاه حقيقة الموقف الروسي سيما في ظل الاهتمام الملحوظ بفرنجية الذي حل ضيفاً على لافروف ونائبه مخائيل بوغدانوف في موسكو، وهذا ما رفع منسوب القلق لدى رئيس "التيار الوطني الحر" الذي يعلم يقيناً أنّ الروس سيشكلون ثقلاً أساسياً في المعركة الرئاسية المقبلة عبر بوابة دمشق.