كتب شادي عواد في "الجمهورية": بعد الأزمة التي حلّت بالعالم جرّاء تفشي فيروس كورونا، قررت العديد من الشركات حول العالم زيادة الإعتماد على الروبوتات في مكان العمل، لتعويض غياب معظم العمال نتيجة إجراءات الإغلاق والحجر الصحي.

 

 

أدى فيروس كورونا في دعم التوجّه نحو زيادة تبني الروبوتات وتقنيات الذكاء الإصطناعي في مكان العمل والمصانع. وهذه الخطوة التي بدأ الحديث عنها بكثرة في الآونة الأخيرة، تكمن بأنها ستجنّب الشركات مستقبلاً في متابعة الأعمال التجارية كون الروبوتات لا تتأثر بقوانين التباعد الإجتماعي. وعلى الرغم من أهميتها بالنسبة للشركات، إلّا أنها قد تؤدي إلى استبدال العمال البشر والموظفين بالآلات، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى ازدياد البطالة.

 

 

الروبوتات والبطالة

 

 

أظهرت أرقام الشركات المصنعة للروبوتات أنّ الكثير من العملاء سيتجهون إلى اعتماد الروبوتات بوتيرة أسرع مما كانوا عليها في الأشهر التي سبقت فيروس كورونا. كذلك تغيّر مفهوم عمل الروبوتات أيضاً، بحيث أنه ازداد الطلب على الروبوتات التي يمكنها إجراء عمليات جرد لمخزونات المتاجر من خلال التعلم الآلي، بسبب تعرض أسواق المواد الغذائية لضغط هائل بسبب تدفّق الناس في زمن تفشّي الفيروس عليها.

 

 

يُذكر أنه بحسب التجارب الماضية، تبين أنه يوجد علاقة بين زيادة الإعتماد على الروبوتات والتدهور الإقتصادي. فقد أظهرت دراسة نشرت مؤخراً أنّ 88 بالمئة من الوظائف التي فقدت في 3 موجات ركود كبيرة شهدها العالم خلال العقود الثلاثة الأخيرة، إستبدلت بالأجهزة الأوتوماتيكية والكمبيوترات والروبوتات.

 


 
وأشارت الدراسة إلى أنّ الروبوتات ستكون مطلوبة بشكل خاص للمشاريع التجارية الأساسية في ظل انتشار الجائحة وبعدها، إذ انّ المؤسسات والشركات مضطرة للاستمرار بتقديم خدماتها للجمهور رغم الإغلاق والحجر. وشددت الدراسة على ضرورة التزام الشركات العاملة في مجال الروبوتات على أن تعمل على منتجات تهدف إلى زيادة العاملين من البشر، وليس استبدالهم، كي لا يواجه العالم أزمة بطالة جماعية، قد تؤدي إلى تدهور اقتصادي خطير.