وإذا كان القصر الجمهوري يتكتم عن نوعية المبادرة باتجاه الحريري، إلا أن التأكيدات هي أن عون يطبّق شعار بيّ الكل قولاً وفعلاً ويريد أن يكون الجميع على وفاق ووئام، وإذا كان من المبكر الحديث عن نجاح المبادرة تجاه الحريري وحدوث اللقاء قريباً، إلا أن لا شيء يمنع أن يزور الحريري بعبدا ويلتقي عون ويتمّ الحديث بصراحة في كل الشؤون والشجون.
 

ذكرت صحيفة "نداء الوطن" في مقال للكاتب آلان سركيس انه بعد نجاح خطوة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، ينقل مقربون من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه ينوي استكمال خطواته التصالحية لأنه الرئيس المؤتمن على البلاد، وبالتالي فإن الوجهة الثانية ستكون الرئيس سعد الحريري.
ويشير هؤلاء إلى أنّ الرئيس عون يؤكّد في مجالسه الخاصة ويقول أمام زواره أن الحريري هو مثل إبنه ولا يريد وقوع صدام معه، بل يرغب أن تكون العلاقة سوية بينهما، وبالتالي فإن أبواب القصر الجمهوري مفتوحة أمامه في أي وقت كان.
ويرفض المطلعون على أجواء بعبدا كل الكلام الذي يُقال عن أنه من سابع المستحيلات إعادة وصل ما انقطع في العلاقة بين الحريري ورئيس الجمهورية، ويذكّرون أنّ العلاقة عاشت عصرها الذهبي بعد التسوية الرئاسية منذ انتخاب عون في 31 تشرين الأول 2016 واستمرت حتى تقديم الحريري استقالته أخيراً، وبالتالي لا شيء مستحيلاً إذا صفت النيات.

وإذا كان القصر الجمهوري يتكتم عن نوعية المبادرة باتجاه الحريري، إلا أن التأكيدات هي أن عون يطبّق شعار "بيّ الكل" قولاً وفعلاً ويريد أن يكون الجميع على وفاق ووئام، وإذا كان من المبكر الحديث عن نجاح المبادرة تجاه الحريري وحدوث اللقاء قريباً، إلا أن لا شيء يمنع أن يزور الحريري بعبدا ويلتقي عون ويتمّ الحديث بصراحة في كل الشؤون والشجون.

وتابع الكاتب انه "لا شكّ ان رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل يشكّل العائق الأساسي بين الحريري وعون وذلك باعتراف الحريري نفسه، لذا فإن المشكلة لا تزال معقّدة إلا إذا تحسّنت العلاقة بين الحريري وباسيل أو قرر عون كفّ تأثير باسيل."
من جهته، اضاف الكاتب، يرفض "المستقبل" التعليق على مبادرة من هذا النوع، وسط تأكيد "التيار الأزرق" على أن الرئيس الحريري فعل كل ما بوسعه من أجل حماية البلد وقدّم الكثير من التنازلات، ودفع من رصيده الشعبي والسياسي من أجل عدم الإنزلاق إلى الهاوية وجرّ البلاد إلى فتن متنقّلة لكن ماذا كانت النتيجة؟

ومن جهة ثانية، فإن "المستقبل" يريد ان يلمس أفعالاً لا أقوالاً لأن الإستمرار بالسياسة نفسها سيجلب الويلات على البلاد، وبالتالي فإن المطلوب هو إجراء مراجعة شاملة لكل السياسات الماضية وإلا فإن الاوضاع ستستمرّ هكذا وتنحدر نحو الأسوأ.