وإذا بهم اليوم، بواسطة حكومة دياب الهجينة، قد يمّموا وجوههم شطر الامبريالية الأميركية وصندوقها الأسود، علّ هذا الصندوق ينقذ البلد، وينقذ هذه الطبقة السياسية الفاسدة من المهاوي التي سقطت فيها، ويُغطّي ولو على سبيل كسب الوقت، خزيها وسرقاتها وانتهاكها المتمادي لسيادة لبنان وهناءة عيش أهله.
 

في الحديث النبوي الشريف: اطلبوا العلم ولو في الصين، وبما أنّ طلب العلم فريضة على كلّ مسلم، فإنّ هذا الحديث الذي أخرجه ابن عدي والبيهقي، في المُدخل والشِّعب من حديث أنس: بقي مُختلفاً في إسمه ومُجمعاً على ضعفه، حتى وصل الأمر عند ابن الجوزي بالحكم بوضعه، ويبدو أنّ الدافع لاشتهار الحديث، وربما لوضعه، كان التّحريض لطلب العلم ولو في أقاصي الصين، وليس لوفرة العلوم بالصين، وخاصةً علوم القرآن الكريم. 

 

أمّا في أيام اللبنانيين العصيبة التي يمرّون بها اليوم، فقد برز بين ظهرانيهم من يدعو لطرد الأمبريالية الأميركية من ديارنا، والاستعاضة عنها بالصين، ومن يدور في محورها، لا لطلب العلم هذه المرّة، بل لطلب المال، الذي هو زينة الحياة الدنيا، وما الدنيا إلاّ متاع الغرور، إلاّ أنّ الزمن لم يطُل حتى قامت الصين بنشر وباء الكورونا في أنحاء المعمورة.

اقرا ايضا : من نْعيم إلى سلامة..مآسي حُكّام المصرف المركزي مع أمراء الحرب

 

 وبما أنّ لبنان كان في أسوأ الأحوال مع الأزمة المالية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية مع الانتفاضة الشعبية في السابع عشر من تشرين الأول الأول عام ٢٠١٩، فقد فاقم الوباء الأمور سوءاً على سوء، وبعد أن كان صندوق النقد الدولي شيطاناً رجيماً لدى قادة حزب الله على اختلاف مراتبهم، ولا يجوز له أن يدخل بلادنا، ويعتدي على سيادتنا، ويقتنص أموالنا، ويفضح أسرارنا، وينال من السّمعة الشريفة لحّكّامنا " المُطهّرين"، الذين دأبوا على حفظ المال العام، وصيانة المرافق العامة والمصالح المشتركة، والحرص على سيادة البلد واستقلاله،إذ بهم اليوم، بواسطة حكومة دياب الهجينة، قد يمّموا وجوههم شطر الامبريالية الأميركية وصندوقها " الأسود"، علّ هذا الصندوق ينقذ البلد، وينقذ هذه الطبقة السياسية الفاسدة من المهاوي التي سقطت فيها، ويُغطّي ولو على سبيل كسب الوقت، خزيها وسرقاتها وانتهاكها المتمادي لسيادة لبنان وهناءة عيش أهله.

كان لمُحمد بن سلمان خطبةً لا يُغيّرها، وكان يقول: "إنّ الله وملائكتُهُ"، فكان يرفع "ملائكته"، فقيل له في ذلك فقال: خرّجوا لها وجهاً، ولم يكن ليدع الرّفع.