ثم دنا فتدلى وكان قاب قوسين أو أدنى من حذاء أحدهم فإن وصل ورضى عنه نال ما يستحق والكثيرون من المبايعين لا يصلون الى لسان الحذاء لذا عليهم الغرم دون الغنم وهذا ديدن اللبنانيين المموتورين لطوائفهم .
 

تسمعه لصدفة عابرة أو للمحة موجزة فتزداد قناعة باستحالة أن يصل مسؤول طبيعي الى السلطة، كأنها وجدت لباعة متجولين في زواريب المدينة أو انها من نصيب من تأتي بهم دواليب الحظوظ أو جوائز الترضية أو الفرص الضائعة أو أي خيط مهما كان رفيعاً من خيوط شبكات العنكبوت المتعددة المصالح للكبار فيأتي الصغار للعب والرقص بطريقة الطيشنة التي تستهوي فحول السياسة .

 

حسبته المستشارة الألمانية أو الرئيس الفرنسي وهو يعدد انتصارات من وهم السلطة دون أيّ مراعاة للجياع الذين صاروا موتى تحت خط الفقر ودون انتباه لعلو الدولار وتسلق الغلاء الفاحش أعلى الدرجات ودون اهتمام للبنانيين العاطلين عن العمل بعد أن أغلقت آخر الشركات أبوابها وهناك من ينتظر الوقت المناسب للتسكير والإغلاق وخاصة المؤسسات التعليمية الخاصة التي هددت موظفيها بالأستغناء عنهم ووضعت من سيبقى منهم في حدود الرواتب المدروسة جيداً مع إمكانية عدم تغطية أشهر ما قبل العام الدراسي الجديد وهذا مرتبط أيضاً بالأوضاع الجديدة ونسبة الإقبال على المدارس الخاصة بعد تدهور الوضع المالي في لبنان .

اقرا ايضا : يا محلا كورونا

 

في كل يوم نزداد يقيناً باستحالة أن يأتي الى السلطة من هو عاقل لا يستخدم سياسات اللف والدوران ويكون واضحاً مع شعبه ولا يمارس عليهم سياسات الإكراه والإبتزاز ولا يطمع في مكاسب الألقاب ويبقى كما ولدته أمه حراً غير عبد لتاج من صنع تجار السياسة وحيتان المال، وفي كل يوم نتأكد أن بين المسؤول والمواطن العربي هوة كبيرة لا تردمها الأكاذيب والألاعيب وأشغال المشعوذين لهذا سيبقى مشروع الدولة مشروعاً لأجيال بعيدة وسيبقى الوطن مجرد شيك يصرفه السياسي في أسواق الصيرفة الدولية لصالح شركاته التي تهيمن على كل شيء من البشر الى الحجر والمدر .

 

يقال : أن فاقد الشيء لا يعطيه والفاقد يعرف ضالته ومع ذلك تبيح له السلطة أن يطلق ما لا يستطيع تحقيقه إن كان غير مصاب بفيروس الفساد فكيف وحال الوباء منتشر في جسم كل ذي حي .

 

كلما قررت أن أمتنع عن سماع نقيقهم تفرض عليّ وسائل الإعلام ضرورة سماعهم فأحسد كل من بهم صمم وأحسد من لا يرى في وجوههم مكربة تبعث على القرف وتلوث مسارب السمع وتشوه ما خص لبنان من طبيعة باتت ملكاً للأثرياء الجُدُد من جماعات التوابيت وتجارات المقابر .

 

لا شيء سوى الحجر الصحي ولكن للحجر متطلبات فمن يوفر هذه المتطلبات ؟ أي دكان سياسي ؟  أو أي مول طائفي ؟ أو أي سوق حزبي ؟ موتوا أيها اللبنانيون فالحياة غير جديرة الا بمن احترف مهنة السياسة وبذل مهجة الطاعة لمن بيده عصا السلطة وقدم نفسه وعائلته ومن معه أو من هو موجود على دفتره العائلي ثم دنا فتدلى وكان قاب قوسين أو أدنى من حذاء أحدهم فإن وصل ورضى عنه نال ما يستحق والكثيرون من المبايعين لا يصلون الى لسان الحذاء لذا عليهم الغرم دون الغنم وهذا ديدن اللبنانيين المموتورين لطوائفهم .