لن تنتظر الشعوب العربية شفاء من داء الاستبداد ما دامت الدماء التي تضخ في جسم الوطن العربي موبوءة بداء الاستبداد الذي لا زالت تضخه الأحزاب السياسية المستبدة بطبيعتها في أنظمة سياسية جديدة حلت محل الأنظمة المستبدة النافقة.
 

يُعدّ الظلم فعلاً شائناً، يهدّد حقوق العدالة والمساواة لبني الإنسان، بل إنّه يهدّد حقوقهم جمعاء، فالظلم لا يحترم أيّ حقّ من حقوقهم، وقد يتعرض الإنسان للظلم ما لم يكن هناك عدالة تدحّض الظلم والاستبداد وتُعلي من شأن المُثل العُليا وتحترم إنسانيّة البشر.

أجل لا يمكن استئصال الاستبداد السياسي باعتماد ما يسمى اللعبة الديمقراطية بين الأحزاب الدينية السياسية التي تتخذ من الاستبداد عقيدة ومذهبا ومنهجا.
وبتغيير بعض الأحزاب قياداتها فيما يبدو ظاهريا حلول عقيدة الديمقراطية محل عقيدة الاستبداد داخلها، لأن الأحزاب التي بنيت على الاستبداد لن تكون إلا مستبدة مهما، وكذلك تفرق الإيديولوجيات الأحزاب السياسية، ولكن تجمعها المصالح لأن السياسة لا أخلاق لها.

فلن تنتظر الشعوب العربية شفاء من داء الاستبداد ما دامت الدماء التي تضخ في جسم الوطن العربي موبوءة بداء الاستبداد الذي لا زالت تضخه الأحزاب السياسية المستبدة بطبيعتها في أنظمة سياسية جديدة حلت محل الأنظمة المستبدة النافقة.

وسيظل هذا الاقتناع موجودا يفرض نفسه حتى يثبت العكس، وهو ما تأمله الشعوب العربية التي لا زالت مفتونة بربيعها اليابس، ولا زالت تعلق عليه آمالها العريضة دون أن تدفع بسفنها من اليابس نحو الماء إذا كانت فعلا ترجو النجاة من واقها المرير.

 

الشيخ عباس حرب العاملي