من في السلطة ومن هم خارجها سواء كانوا في الواجهة السياسية أو خارج المشهد السياسي يتحملون وزر ما يجري من موت اقتصادي وهم من يتحمل مسؤولية ما يجري في طرابلس وما سيجري في مناطق أخرى ما دام فيروس الجوع ينتشر بكثافة ولا تنفع معه وسائل الحجر ولا مؤتمرات الوزير المختص ولا خطابات كل مناسبة للتحريض الطائفي ولا اجتماعات الجهات الرسمية الغير مجدية في شيء .
 

نحن كلبنانيين لم نتضرر من فيروس كورونا حتى الآن ما دام الإنتظار سيد الموقف ريثما يصنع الشيطان الأكبر الدواء المطلوب للتخلص من الفيروس ولكن ضررنا الكامل كامن في الوضع الإقتصادي وفي ظرفه الحالي حيث جنون الدولار والأسعار في ظل نوم عميق لأحزاب السلطة وخاصة تلك التي تسيطر على السياسة وتُطبق على السلطة بحيث لا أحد من قاداتها البررة بوارد التحرك لإيقاف تمادي موجات الفقر والعوز والجوع  في ظل تسكير كامل للمؤسسات وبقاء أكثرية لبنانية دون عمل ودون راتب باستثناء جماعات الرواتب الحزبية وصمود الدولة حتى الآن في تقديم خدماتها للقطاع العام .

 

لا شك بأن المستفيد هو المتأخر عن سماع أصوات الناس وهو المفتعل الأساس لصعود الدولار درجاته العليا لأن السكوت وعدم فعل أي شيء دليل على راحة بال الأحزاب خاصة وأنها كانت تتحرّك لأتفه الأسباب وتشعل البلد من أجل صورة لزعيم أو شخصية لا تُمس وكانت تنقسم على بعضها البعض وتمترس طائفياً من أجل إيران وسورية والسعودية وحول سياسات المنطقة ومحاورها وزواريبها وفجأة لم تعد تقوى على شيء سوى اتهام بعضها البعض بأسباب المشكلة والمشاكل المتراكمة وهي تنأى بأموالها عن دفع المستحقات المطلوبة للجماعات التي أوصلتهم على ما هم عليه من نعم ونعيم .


من في السلطة ومن هم خارجها سواء كانوا في الواجهة السياسية أو خارج المشهد السياسي يتحملون وزر ما يجري من موت اقتصادي وهم من يتحمل مسؤولية ما يجري في طرابلس وما سيجري في مناطق أخرى ما دام فيروس الجوع ينتشر  بكثافة ولا تنفع معه وسائل الحجر ولا مؤتمرات الوزير المختص ولا خطابات كل مناسبة للتحريض الطائفي ولا اجتماعات الجهات الرسمية الغير مجدية في شيء .

اقرا ايضا : بين وباء فلورنسا وكورونا الصين 672 سنة

 


حبذا لو يسب رئيس  أو زعيم أو قائد ميليشيات أو أيّ شخصية تقدسها الناس أو تدنسها كي ينزل المدنسون والمقدسون الى ساحة المعركة فنقول أن هناك تحركاً شعبياً عارماً بدافع الجوع وأن الجهات المعنية المتخمة بأموال السلطة أو بأموال الثورة قد انتبهت لسوء الأحوال وقررت  التقاتل لرفع ضيم الدولار ووضع حد لمرجوحة الغلاء .

 

لا أعرف إن كان كبار القوم يأكلون ويشربون مثل باقي الناس ويتسوقون مثلهم  فلو كانوا كذلك لشعروا بغول الغلاء ولكنهم من صنع الآلهة ومن طبيعة الآلهة أنها لا تأكل كما يأكل عوام الناس فللآلهة موائدها الخاصة وفيتاميناتها المتعددة والتي تستجلب لهم بعد أن تستحلب من شعوب بقرية بواسطة سعاة مختصين بإعداد موائد القادة .

 

يحار المرء من يخاطب الشعب النائم أم الحاكم النائم لذا يبدو أننا نحدث أنفسنا ليس أكثر ونسلي أوجاعنا ونداوي أسقامنا بالحبر وثمّة مخبرين يطالعوننا في كل يوم في دعواتهم الى النوم أو الموت وتلك أماني بعض نُخب الأحزاب التي تعلم الناس ضرورة الصوم للنجاة من النار والنيران تحت وصفات متعددة من أدوية التهدئة للحفاظ على الأمن ... أيّ أمن ؟ بالتاكيد أمن أموالهم  ونوفوذهم وبطشهم .

وما عادوا يخطبون أو انهم منعوا أئمة الجماعة والجمعة من قول الأمير : عجبت بمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه .