أغلق يوم السبت باب التسجيل للترشح في الانتخابات الرئاسية الايرانية التي ستجرى في منتصف شهر حزيران. وبما ان المشرع لم يحدد شرطا مسبقا لتسجيل الترشح وصل عدد المسجلين الى 686 شخصا اكثر من 630 شخصا غير معروفين وغير مؤهلين للترشح وبينهم 30 امرأة، رغم ان ترشيح النساء دائما يرفض من قبل مجلس صيانة الدستور الذي يعتبر كلمة "رجال الدين والسياسة" بمعنى الذكور.

اما بين المتسجلين المعروفين هناك عدد من النواب ووزراء سابقين من بين الاصلاحيين والمحافظين ومناصري احمدي نجاد.

في اليوم الاخير وفي الساعات الاخيرة فاجأ اكبر هاشمي رفسنجاني الجميع بذهابه الى وزارة الداخلية وتسجيل ترشيحه ويقال انه قبل التسجيل استأذن المرشد الاعلى  وقال مستشاره غلام علي رجائي بان السيد السيستاني طلب من رفسنجاني ان يترشح لانقاذ البلد. ولم يمض وقت طويل حتى جاء الرئيس احمدي نجاد ليرافق صديقه الحميم اسفنديار رحيم مشائي في خطوة استفزازية ومخالفة للقانون حسب كثير من القانونيين واعلن الناطق الرسمي لمجلس صيانة الدستور ان الرئيس خرق القانون وملفه احيل الى القضاء.

الى الان يمكن التنبؤ بان هناك ثلاثة تيارات حاضرون في السباق الرئاسي كالاتي:

تيار الاصلاحيين ويمثلهم هاشمي رفسنجاني رغم ان عدد من الاصلاحيين تسجلوا ترشيحهم : محمد رضا عارف المساعد الاول للرئيس خاتمي ومسعود بزشكيان وزير الصحة في حكومة خاتمي ومصطفى كواكبيان نائب سابق اصلاحي ومحمد شريعتمداري وزير التجارة في حكومة خاتمي وجواد اطاعت استاذ جامعي ونائب سابق. الا ان جميع هؤلاء انصرفوا عن الترشيح بعد تسجيل الرئيس رفسنجاني وبعضهم أجلوا اعلان الانصراف الى بعد اعلان قبول او رفض ترشيحهم من قبل مجلس صيانة الدستور، ربما تحسبا للاوضاع الطارئة نتيجة الرفض المحتمل  لترشيح رفسنجاني من قبل مجلس صيانة الدستور، الا ان هذا الاحتمال ضيئل جدا.

تيار المحافظين: ويمثلهم عدد كثير من المتسجلين كـ: علي اكبر ولايتي ومنوشهر متكي وزيرا خارجية ايران السابقان، محمد باقر قاليباف رئيس بلدية طهران، سعيد جليلي امين سر المجلس الامن القومي، غلام علي حداد عادل رئيس البرلمان السابق، محمد حسن ابوترابي فرد نائب رئيس البرلمان وكامران باقري لنكراني وعدد آخر. يبدو ان اقوى المرشحين للمحافظين هما قاليباف وجليلي والآخرون سينصرفون لصالحهم.

تيار النجادية: وابرزهم اسفنديار رحيم مشائي ومحمد رضا رحيمي، ورافق الرئيس احمدي نجاد مستشاره مشائي عند التسجيل في خطوة استفزازية أدينت من قبل مجلس صيانة الدستور. وهكذا سيكون نجاد اول رئيس جمهورية ايراني يحال ملفه الى القضاء حسب الناطق الرسمي لمجلس صيانة الدستور.

يبدو ان احتقان الشارع الايراني خففت بعد تسجيل هاشمي رفسنجاني ترشيحه واعلن المجلس التشاوري لائتلاف الاصلاحيين في جلسة برئاسة السيد محمد خاتمي بان الاصلاحيين سيدعمون الشيخ رفسنجاني.

ستشهد السياسة الخارجية الايرانية تحولات نوعية فور فوز الشيخ رفسنجاني والملف النووي والملف السوري من اهم هذه الملفات.