يجب على الشعب اللّبناني أن ينزع رداء الحزبيّة والطائفية والفئوية عنه لأنّها أفيون بقاء مردة الأموال المنهوبة وديمومة سيطرتها على العقول ومستقبل البلد الّذي دمّرته .
 

تتالت الأحداث على الصّعيد اللّبناني بسرعة مهيبة حتّى بات الدّولار بحجم أمّة كاملة هيّأت أرضيّة خصبة لإستكمال الثّورة اللّبنانيّة بمرحلة إنتقاليّة أخذت طابع الجوع وشظف العيش نابعة من حقد مقيت على الطائفيّة والإضطهاد بتسمية تصحّ أن تكون "ثورة الكرامة" ...

 

لجأت الأحزاب المُتلبننة إلى سيناريوهات مخفيّة على الكثيرين تستأهل كشف ما يدور في الكواليس كان من أبرز أبطالها جائحة "كورونا" الّتي أمست مطيّة الفاسدين والمفسدين ليصِل الأمر بإملاء قرار سياسي بحت يهدف إلى عدم إيقاف إنتشار هذا المرض على الإعلام من أجل إجهاض أو تأخير البركان الّذي سينفجر بغرض تقويضه عبر إبرام سيناريوهات أخرى سنذكرها بالسّياق؛
حكومة اللّون الواحد الّتي يسيطر عليها حزب الله بإعترافه أدّت دورها الّذي أتت من أجله ولبست لباساً من العذابات المتراكمة طيلة ثمانٍ وعشرين عاماً من الدّجل والمجون السّياسي المُمارس على الشّعب اللّبناني وهذا ما دفع بأحزاب أمراء الحروب وملوك الطّائفيّة إلى البدء بخطّة "الأرض المحروقة والمنقذ واحد" !!!

 

حُجر النّاس في المنازل وبدأت تتمدّد المهلة الزّمنيّة لها وتوقّفت الأشغال والعجلة الإقتصاديّة ممّا شدّد الخناق على الشّعب من أجل زيادة كمّ الأوجاع وليبلغ السّيل الزّبى مرفودةً بتمرير صفقات ماليّة سياسيّة كان من أبرزها إطلاق سراح العميل الفاخوري وعودة قسم من "المبعدين قسراً" حسب ما ذكرت بعض وسائل التواصل الإجتماعي والإستمرار بإقرار قانون سدّ بسري، الأمر الّذي إستدعى نزول الشّارع وبُدئ بالتّلويح به ولكن مكر إيقافهم بات قيد التّنفيذ .

بعد إخراج الفاخوري وُضع اللّوم على رئيس المحكنة العسكريّة من أجل تبريء الثنائي الشيعي ورُفعت دعوى جلب تتضمّن إعادة إلى لبنان من أجل محاكمته وسحب الجنسيّة الأميركيّة منه بعد خلق جوّ إعلامي مركّز بصدد دعم هذا المكر من أجل إمتصاص غضب النّاس وأوّلهم الشّارع الشيعي وهو بعيد كلّ البعد عن الصّيغ القانونيّة والنّظريّات المنطقيّة؛

 

ومن ثمّ جاءت عمليّة قصف السيّارة التّابعة لحزب الله وهي عائدة من سوريا لإيهام الحاضنة الشّعبيّة بأنّ الحزب مُستهدف ولا علاقة له بإتّصالات أو صفقات تُبرم مع ما تسمّى إسرائيل، لكن ما خفي على الشّارع الشيعي أعظم وأدهى؛
فالسّيّارة الّتي تمّ تنفيذ العمليّة عليها قُصفت من الجانب السّوري وأصحاب الإختصاص في المجال العسكري يعلمون أنّ العدوّ الإسرائيلي يقصف إمّا من جهة الجنوب اللّبناني وإمّا من جهة الغرب أي الجهة البحريّة وهذا ما شهدته جميع المعارك معه وخطوطه الجويّة مرسومة بهذا الشّكل، إذاً فالأمر فيه إشكاليّة دعمها هروب العناصر ورجوعهم إلى الآليّة عدّة مرّات ...

 


بعد إستهداف المركبة التّابعة للحزب، بدأت منصّاتهم الإعلاميّة وجيوشهم الإلكترونيّة تُلوّح بعمليّة ردّ على هذا العدوان ممّا إستغرق أيّام قليلة حتّى حصل مسلسل خرق السّياج على الحدود الشّماليّة الفلسطينيّة وصُوّرت بأنّها عمليّة نوعيّة تمّ الرّد عليها من العدوّ الإسرائيلي وبقي هذا النّص على مساره حتّى السّاعة والحاضنة الشعبيّة في جوعٍ حقيقي مستعر وخوفٍ واهم مرسومٍ لها مستمر يسطّح رؤيتها ويعمي قلبها عن الحقيقة الدّامغة !!!

في ظلّ هذه الأحداث زارت السفيرة الأميركيّة كل من "جنبلاط" و "جعجع" كزيارات بروتوكوليّة لا علاقة لها بأجندات خارجيّة، وتمّ إستدعاء سعد الحريري من فرنسا عبر فريق السّلطة الممثّلة ب "١٤ و ٨ آذار" مجتمعة من أجل تصوير الثّورة القادمة على أنّها مدعومة من قبل الإشتراكي والقوات وتيّار المستقبل ونفي مقولة كلّ أحزاب لبنان هم واحد عندما يستشعرون الخطر .

 

 

تبعتها الصّورة الّتي إنتشرت على وسائل التواصل الممهورة بشعار "نزع السّلاح" والّتي ما هي إلّا فبركة أمنيّة من الجيوش الإلكترونيّة والّتي ما هي إلّا فبركة من جيوش الأحزاب الإلكترونيّة من أجل إستفزاز العصبيّة الشيعيّة وضمّها من جديد إلى حاضنة الثنائي الشيعي، تلتها حملات تتضمّنت عمليّات ضد الأميركي في الثمانينات بهدف إيهام الحاضنة الشعبيّة بأنّها تحت الخطر وأنّهم المنقذ الوحيد وبغرض الإيحاء للنّاس أنّ "١٧ تشرين" وثورة ما بعد الكورونا هي تحت غطاء ما يُسمّى ب "١٤ آذار" بدعم أميركي، ولهذا على النّاس أن تعي بأنّ السّلطة مجتمعة السابقة والحاليّة هي كأحجار الدّومينو إن سقط واحد سقط الجميع وما عودة "الحريري" الّذي يهاجمه فريق الممانعة الآن إلّا لحماية أنفسهم من مقولة "كلن يعني كلن" وقريباً ستكون المشهديّة "الله حريري والضاحية كلّا" كما حصل في بداية "١٧ تشرين" مع إشاعات وإستعراضات تخوّف الشّعب من حرب أهليّة جديدة واضعين غشاوة على حاجة الحرب لأموال طائلة مفقودة في ظلّ هذه الأزمة العالمية ...

يجب على الشعب اللّبناني أن ينزع رداء الحزبيّة والطائفية والفئوية عنه لأنّها أفيون بقاء مردة الأموال المنهوبة وديمومة سيطرتها على العقول ومستقبل البلد الّذي دمّرته .