المحسوبون على حزب الله يحاولون تكريس معادلة خطيرة مفادها أن اي حديث من الآن فصاعدا عن فساد أحد كوادر الحزب أو الكشف عن ممتلكاته وثروته التي جمعها مستغلا نفوذه وموقعه هو بمثابة التعامل مع العدو الصهيوني.
 

لم تكد تنتهي بالأمس حلقة قناة الجديد التي عرضت ما أسمته الثروة العقارية للمدعو وفيق صفا وبعض الشركات التي ورد اسم ابنه في سجلاتها حتى باشرت جوقة من المطبلين للحاج النافذ بشن هجوم مركز على القناة ومديرها، واتهمت مقدمي البرنامج بالعمالة للعدو الصهيوني وساقت بحقهم بعض التهم التي يبرع الممانعون بانتقائها من معاجم التفاهة. 

 

لسنا هنا في وارد اتهام صفا ولا الدفاع عن قناة الجديد، ولكننا نرى أن أخطر ما في حملة الرد  هو ما ساقه بعض المحسوبين على اعلام الحزب - في معرض الابتزاز- بأن العقارات التي ذكرتها القناة هي ملك للجناح العسكري للمقاومة وأن زج اسم ابن الحاج النافذ في الحديث عن الشركات التجارية سيعرض هذه الشركات للعقوبات الامريكية وبالتالي ستفقد عشرات الأسر مورد رزقها. 

 

خطورة هذا الكلام تكمن في أن الحزب او المحسوبين عليه يحاولون تكريس معادلة خطيرة مفادها أن اي حديث من الآن فصاعدا عن فساد أحد كوادر الحزب أو الكشف عن ممتلكاته وثروته التي جمعها مستغلا نفوذه وموقعه هو بمثابة التعامل مع العدو الصهيوني، وهذا الامر سيضع كاشف الفساد في مواجهة جمهور عريض، وسيبرر فساد الفاسدين ويشجعهم على الامعان فيه طالما أن هناك من سيخبر الرأي العام بأن املاكهم تعود للمقاومة وليست ملكا شخصيا لهم. 

 

ونحن كنا قد كشفنا منذ فترة عن قصر لأحد مسؤولي الحزب الصغار بلغت تكلفته ملايين الدولارات فجاءنا الرد - بعد اتهامنا بالعمالة طبعا- بأن الحاج الفاسد قد سخر القصر للمجاهدين حتى يرفهوا عن انفسهم!!


حتى الفساد عند هؤلاء مقدس، ومن يتحمل المسؤولية هو امينهم العام الذي لا ينسى في كل خطاب أن يدافع عن مسؤولي حزبه كلهم معتبرا انهم - بدون استثناء- مجاهدون شرفاء.